من شدة حالة الاحتقان السياسي والأمني في تونس لم تعد بعض الأحداث تشد الانتباه مثل المسيرات المتتالية التي انطلقت في الآونة الأخيرة بمدينة جبنيانة مناصرة لغزة المحاصرة. ولكن الخبر المفزع الذي جاء اليوم هزّ الوضع الميداني من جديد. فقد أصدرت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب بيانا للرأي العام الداخلي والخارجي تحدثت فيه عن سامي بن فرج التلميذ الذي لفظ أنفاسه بمستشفي الحبيب بورقيبة بصفاقس متأثرا بجراحه بسبب الاعتداء عليه بالهراوات من قبل البوليس أثناء مظاهرة مناصرة لغزة. جرت هذه الجريمة بعد أيام متتالية من المواجهة بين قوات البوليس والمتظاهرين من التلامذة الرافعين اسم فلسطين وغزة، وجوبهت هذه التحركات بالهراوات والإيقافات والاعتقالات. وكان يوم 30 جانفي الجاري قد خرج التلامذة كعادتهم متجمعين ولم ينطلقوا بعد في أية تظاهرة خاصة وان الأحداث قد خفت في الآونة الأخيرة ولكن قوات البوليس استفزتهم محاولة تفريقهم فتظاهروا ضد ذلك، فما كان من البوليس إلا استعمال الهراوات مما أصاب العديد منهم وكانت إحدي الهراوات قد فتحت رأس التلميذ بالباكالوريا بمدينة جبنيانة سامي بن فرج أصيل منطقة أولاد الحبيب والبالغ من العمر 18 سنة، ومن ثمة وقع نقله إلى مستشفى الحبيب بورقيبة بصفاقس بقسم الإنعاش ولكن الأجل لم يسعفه فلقد توفي متأثرا بجراحه صبيحة اليوم 31 من جانفي 2008. أصدقاؤه في حالة فوران منذ بلوغ الخبر إلى مدينة جبنيانة احتشد التلامذة بمعاهدهم في حالة من الغضب والسخط على قوات البوليس وحزنا على عزيز عليهم، ولكن وكالمعتاد حوصرت كل المدينة حتى أن أحد المواطنين وصف الوضع بغزة. وتقدمت تلك القوات نحو وسط المدينة محاولة إرغام المواطنين إلزام ديارهم في حين بدأت مناوشات حادة ضد التلامذة بالمعاهد استعمل فيها البوليس حتى الحجارة لتفريق المتظاهرين. توتر الوضع بصفاقس أما في مدينة صفاقس فعلى خلفية الأحداث انتظمت مسيرة حاشدة في اتجاه المطار من طلبة كلية الآداب وكلية العلوم وكلية التصرف وخلال السير كانت الاجتماعات العامة والشعارات. ملاحظة: أتقدم بالتعزية لأسرة سامي بن فرج والى أهله وذويه والى أهالي جبنيانة. 31 جانفي 2008