تونس- قتل طالب تونسي إثر تعرضه لإصابات بالغة في الرأس من قبل الشرطة التونسية خلال مشاركته في مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. وقالت منظمات حقوقية تونسية: "إن الطالب سامي بن فرج (18سنة) قد توفي الخميس 31 1 2008 بمستشفى الحبيب بورقيبة بمحافظة صفاقس (350 كم جنوب العاصمة) متأثرا بجروح عميقة في الرأس نتيجة الاعتداء عليه بالهراوات من قبل الشرطة التونسية أثناء مشاركته في مسيرة لمناصرة أهالي قطاع غزة المحاصر". وفي يوم الأربعاء 30 يناير 2007 واجهت الشرطة التونسية حشدا من طلاب معهد جبنيانة الثانوي (الثانوية العامة) أثناء محاولة الخروج في مسيرة من المعهد إلى شوارع المدينة (جبنيانة) التابعة لمحافظة صفاقس لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، وقامت قوات الأمن بقمعها بشدة واستعملت في ذلك الهراوات والقنابل المسيلة للدموع. ونتج عن تدخل قوات الأمن التونسي إصابة الطالب بن فرج بإصابات في الرأس، مما استوجب نقله إلى مستشفى صفاقس وإبقاءه في قسم الإنعاش (العناية الفائقة) حتى لفظ أنفاسه أمس الخميس. وشهدت المظاهرة أيضا رفع شعارات احتجاجية ضد تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد بحسب مصادر حقوقية، وهو ما لم يؤكده مراسل إسلام أون لاين. وإثر انتشار خبر وفاة بن فرج اندلعت مواجهات جديدة بين التلاميذ الذين تحصنوا بمعاهدهم وقوات الأمن. وداهمت القوات الأمنية عددا من المعاهد وطوقت مدينة جبنيانة كلها، وفرضت حظر التجول على المواطنين وإلزامهم بيوتهم، بحسب منظمات حقوقية تونسية. وتشهد مدينة صفاقس -العاصمة الاقتصادية لتونس- حالة من التوتر الشديد بسبب حملة الاعتقالات الواسعة التي تقوم بها قوات الأمن في صفوف الطلاب، وبسبب حالة الاستنفار الأمني الكبير تحسبا لاحتجاجات واسعة ينتظر أن تشهدها مختلف المعاهد الدراسية بالمحافظة. وكانت السلطات التونسية فرضت حظرا شاملا على التحركات المساندة لغزة ولم تسمح بالقيام بأي مسيرة للتضامن مع القطاع، ووصل الأمر حد اعتقال السجين السياسي السابق عبد الحميد الطرودي وإلزامه الخضوع للمراقبة الإدارية بسبب حثّه المصلين على الدعاء لغزة في أحد المساجد.