اعلنت حركة حماس السبت انها ستعمل بالتعاون مع الامن المصري على ضبط الحدود بين قطاع غزة ومصر تدريجيا فيما استمر تدفق الفلسطينيين للاسبوع الثاني على التوالي عبر معبر رفح في اتجاه الاراضي المصرية. وقال القيادي البارز في حماس محمود الزهار للصحافيين لدى وصوله الى الجانب الفلسطيني من المعبر بعد انتهاء المباحثات التي اجراها وفد حركة حماس مع مسؤولين مصريين "سنعمل على ضبط الحدود بينا وبين مصر... يجب ان يؤخذ ذلك بالتدريج حتى غد الاحد". واضاف "تم الاتفاق بيننا وبين اخواننا في مصر على عمل قنوات اتصال على مستوى محلي في المعبر وعلى الحدود وسنقوم بتنفيذه غدا عندما نلتقي بالحكومة" (المقالة التي يراسها اسماعيل هنية). وتابع الزهار "سنحاول بالتعاون مع اخواننا في مصر ان تكون الحدود موحدة والمعابر مفتوحة مع عدم التدخل بشأننا الداخلي". ولم تعلق السلطات المصرية بعد على المحادثات التي اجرتها مع وفد من حماس والتي تلت اجتماعا بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومنذ 23 كانون الثاني/يناير تدفق مئات الاف الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر لشراء المواد التموينية بعد ان فجر ناشطون اجزاء من السياج الحدودي فيما تفرض اسرائيل حصارا على القطاع منذ 17 كانون الثاني/يناير. وعمدت مصر الى سد الفجوات بالاسلاك الشائكة من دون ان تتوقف حركة الفلسطينيين ولو ان السلطات المصرية تحاول ضبطها عن طريق منعهم من الذهاب الى ابعد من المنطقة الحدودية. وقال الزهار ان فتح الحدود "كان هبة شعبية عندما لم نكن نجد الاكفان لشهدائنا وبينما كان المرضى يموتون و400 مريض بالفشل الكلوي مهددين بالموت..". واضاف ان "الدماء والظلم فجرت الموقف العربي" في اشارة الى سماح مصر للفلسطينيين بعبور الحدود في وقت ظل معبر رفح مقفلا منذ سيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة في حزيران/يونيو. وقال الزهار ان زيارة وفد الحركة الى مصر كانت "ناجحة بكل المعايير ولم نحصل على اجابات ولا نستطيع الحصول على اجابات فورية. الايام المقبلة ستكشف الكثير من الامور واتمنى ان نحقق اهدافنا ورفع المعاناة عن شعبنا". واضاف "ربما غدا (الاحد) تكون هناك اجابات على الكثير من الاسئلة". وتابع "سيتم النقاش مع جهات دولية لتلافي الاشكاليات التي حصلت في السابق بحيث تؤدي المعابر عملها بالطريقة المطلوبة وليس حسب الاهواء الاسرائيلية". واشار الى تقديم "اعتذار" الى المصريين لتصرف بعض الاشخاص على الحدود قائلا "غير مسموح ان يكون هناك اي تواجد مسلح على الحدود". وقال "لم ولن نكون جزءا من تهديد الامن القومي لاي بلد عربي في مقدمتها مصر مهما توافقنا او اختلفنا مع هذا البلد". وقال الزهار ان المسؤولين المصريين اكدوا في المقابل وجوب "عدم حرمان الشعب الفلسطيني من الاساسيات وغيرها بعدما تم شرح اوضاع شعبنا بحرمانه من ابسط مقومات الحياة من غذاء ودواء". وذكر ان مصر "اكدت انها ستعمل على تزويد الشعب الفلسطيني بكل ما يلزم وسيتم تنظيم مرور السيارات الكبيرة (الشاحنات) التي تحمل الغذاء والدواء من الجانب المصري بالطريقة المناسبة" لتصل الى غزة. وشدد على ان الفلسطينيين العالقين في مدينة العريش المصرية وحملة الجوازات والحاصلين على تأشيرات دخول "سيتم ترتيب ترحيلهم باقصى سرعة (الى مصر) والمرضى في غزة سيتم نقلهم على دفعات من خمسين شخصا باقصى سرعة الى المشافي (المصرية)". وكان عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمد نصر قال الجمعة لوكالة فرانس برس بعد انتهاء محادثات وفد الحركة في القاهرة "قطعنا شوطا نحو تفاهم على موضوع معبر رفح ولكننا نحتاج لمزيد من المباحثات ولم نصل الى اتفاق بعد". واشار الى ان المحادثات تطرقت الى اتفاقية المعابر التي ابرمت في 2005 بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وقضت بتولي السلطة الفلسطينية السيطرة الامنية على معبر رفح وتولي مراقبين اوروبيين مراقبة حركة الدخول والخروج. وقال ان وفد حماس ابلغ المسؤولين المصريين بتحفظاته على هذه الاتفاقية. واكد ان وفد حماس ابلغ المسؤولين المصريين ان الحركة "لا تمانع في مشاركة عناصر من امن الرئاسة الفلسطينية من ذوي الخبرة في ادارة المعابر في السيطرة الامنية على معبر رفح". كما لا تمانع "في وجود مراقبين اوروبيين على معبر رفح شرط الا يقيموا في اسرائيل كما كانت الحال من قبل". وكان محمود عباس اكد الاربعاء تمسكه بسيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر المؤدية الى قطاع غزة. في هذا الوقت اعتصمت مئات النساء من انصار حركة حماس عند معبر رفح السبت للمطالبة برفع الحصار واعادة فتح المعبر. ورددن هتافات منها "اكسري القيد وثوري يا حماس" كما رفعن لافتات كتب على احداها "اغيثوا غزة" و"المعبر مصري فلسطيني". وكثف الامن المصري تواجده على الحدود. وافادت مراسلة لفرانس برس ان مئات الفلسطينيين لا يزالون يتدفقون للاسبوع الثاني على التوالي الى مدينة رفح المصرية رغم اغلاق غالبية المحال التي نفدت منها البضائع.