-: في ظل الواقع السياسي المعقد والواقع المعيشي المتصاعد على الساحة التونسية تظهر لنا بين الفينة والأخرى بعض المفاهيم المشوهة وبناء على هذا الفهم الخاطئ لها يتم استغلالها من بعض الأطراف لجلب حفنة من المصالح والمكاسب متناسين أن الوطن ومصلحته هما المكسب الأرقى , والمفهوم الذي برز مؤخرا على الساحة التونسية سواء من قبل بعض الأحزاب السياسية أو الصحف التونسية هو مفهوم"التشيع" ,والغريب في ذالك أكثر هو أن هذا المفهوم تم تداوله من أطراف لا تفهم لا حقيقته ولا معناه الصحيح . وتم توظيفه في التجاذبات السياسية الحاصلة بين الأحزاب السياسية بجميع اتجاهاتها بدون العودة الى أصحاب هذا المفهوم لاستقصاء معناه الحقيقي . واللافت للنظر أيضا هو أن طرفا من هذه الأطراف شاء أن يصنف أصحابه في خانة مقابلة له رغم التباعد الحاصل بينهما . فالذي نريد قوله هنا هو أن "التشيع"مفهوم له دلالات كثيرة لا يمكن حصرها في معنى واحد . كما أن هذا المفهوم له أبعاد جمة وأهمها البعد العقائدي الايماني وهو ركيزته الأساسية , وأن أصحابه أصبحوا يشكلون جزء مهم في تكوينة المجتمع التونسي وهذه الحقيقة رغم التعتيم الاعلامي عليها ورغم محاولة طمسها هي ظاهرة لا غبار عليها .