بسم الله الرحمان الرحيم اللهم صلي على سيدنا أبا القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير ) انطلاقا من هذه الأية الكريمة أقول لكل أبناء الحركات والأحزاب السياسية بمختلف أطيافها وخلفياتها الفكرية والعقائدية والى كافة أبناء الشعب تونس الذين قلدهم الشعب أماله وأهدافه...... اذا لم تخافوا الله في شعبكم وفي كل أبنائه الذين قدموا أرواحهم في سجون هذه الزمرة الطاغية من أجل وطن حرا كريما أبيا وقدموا سنين طوال من حياتهم في سجون هذا الطاغية آملين في بناء وطن عادلا يرجع لنا عزتنا التي سلبها هذا النظام بعمالته وخيانته لأهداف شعبنا وأماله. اذا لم تكون تخافون الله فلنكن أحرارا ونهاب التاريخ الذي لن يرحم ولن يستثني أحدا بماذا ستواجهون الله وشعبكم يوم لا ينفع مال ولا بنون بماذا ستبررون للأجيال القادمة ماذا ستقولون لهم . :كفاكم من الرهانات الفاشلة على تعقل هذا النظام لا تتيهوا بأبناء الشعب التونسي الى مظلات الحوار الزائفة كيف تراهنون على نظام تفنن في تهجير أبناء شعبنا وتشريدهم وأبدع في ايجاد طرق التعذيب لأبناء وطننا الذين رفضوا السكوت عما يحصل من تشويه لمجتمعهم وثقافتهم ودينهم وفكرهم نظام تلطخت يداه بدماء عشرات اذا لم يكن المئات من أبناء هذا الوطن وذنبهم أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه . ألم تختبروا أسلوب هذا النظام في ادارة الصراع معكم التي تجاوزت كل الحدود والمعايير الدينية والأخلاقية والانسانية ماذا ننتظر ألم تهتك أعراض الرجال في سجونه من خلال أجهزته الأمنية التي منها فئة مستضعفة عيبها أن الجبن توطن في أعماقهم وفئة سلبت منها انسانيتها فأضحت كائنات مشوهة الى درجة أن سكنت فيها القيم الشيطانية . ماذا بقي في هذا الوطن الذي تتحدثون وتكتبون عنه ديننا انتزع من بين أيدنا ونحن واقفين نتفرج تارة نهمس وأخرى نبرر, عرض أبائنا واخوتنا وشبابنا ونسائتا هتك في السجون ثقافتنا كمسلمين وعرب بدلت وشوهت حريتنا والتي هي كل ما نملك قمعت و أرضنا أصبحت مرتعا للصهاينة ومخابراته بينما حرمت هذه الأرض على أبنائها ... وهنا يقال لكم ماذا بقي من هذا الوطن الذي تتغنون به وأيضا يسألكم الشعب هل هناك وطن غير هذا نحن لا نعرفه اذا كان هناك وطن غير هذا فأخبرونا عنه لنشد الرحال اليه لعلنا نجد فيه ما سلب وسرق منا... تعالوا نعظم الله في أنفسنا دعونا نتوقف مع أنفسنا لنبحث على حقائقنا التي دفنت تحت ركام الشعارات السياسية الزائفة ونحاسب هذه النفس التى صدقت أن وسائل الكفاح والنضال التي تمارس اليوم ستوصل الى الهدف المرجو... لنقف صادقين أمام الله والشعب والتاريخ ونتجاوز كل الغايات والأهداف الحزبية الضيقة واضعين مصلحة الوطن والشعب أمامنا لنبحث صادقين عن فاعلية هذه الوسائل التي في حقيقة الأمر خدعنا بها هذا النظام بعدما أوجدها وجعلنا نصدق أننا نكافح وكفاحنا ستكون له نتيجة نحن نضعها . لنكون صرحين مع أنفسنا بعد أن تمكن هذا النظام من زرع الارهاب والرعب في قلوب الشعب التونسي ونجح في الفصل بينكم وبين الشعب الذي هو في واقع الأمر مخزون قوتكم الوحيد ماذا فعلتم في مقابل ذالك هل حاولتم البحث عن طرق التي من خلالها تستعيدون الرابطة بينكم وبين شعبكم . فاذا أردتم نيل المطالب فلابد أن توجدوا الوسائل الكفيلة لتواصل مع الشعب كل شرائح الشعب وأن لا تقتصروا على شريحة معينة.... وهنا ومن خلال تجربة السنين الطوال التي مرت وأنتم تكافحون معتمدين في ذالك على وسائل الاضرابات عن الطعام والمظاهرات التي لا يتعدى عددها أفراد هذا الحزب أو ذاك أو تلك النقابة أو مثيلتها لا تخدم الأهداف المرجوة بل تزيد النظام الحاكم قوة وغطرسة وأنا هنا لا أستنقص من هذه الوسائل انما ما أريد الاشارة اليه هو أن هذه الوسائل لا تخدم واقعنا الحالي ولا تتناسب مع توازن القوى بين المعارضة والسلطة بل الحراك الشعبي هو الذي يمكنه قلب كل موازين القوى في صراعنا مع هذه السلطة المتجبرة والمتغطرسة ... وقبل هذا وبدل أن نضيع القدرات والطاقات والأهم الوقت الذي هو أهم شيء في هذه المعادلة وخاصة ونحن نشهد عملية الاستحظار التي يعيشها هذا النظام في كتابة المقالات المتنوعة التي في الكثير منها لا تلامس واقعتا وواقع شعبنا فلنحاول اجاد الوسائل الكفيلة باصالنا الى التواصل مع الشعب كل الشعب بجميع شرائحه وأطيافه لنتمكن بعد ذالك من تحريك مخزون قوتنا المتمثلة في الشعب .. وقبل تحريكه لابد أن نخرج الشعب ومن خلال تواصلنا معه وثقتنا بأهدافنا من دوامة الرعب والجبن الذي يعيشه وكذالك نخرج أنفسنا قبل ذالك من حالة الجبن والركود اللتين أبعدتنا عن هدفنا . فممارسة هذا النظام لكل هذا الحجم من القمع مستخدما وسائل الارهاب ومستغلا ضعف الشعب وخوفه ان دل لا يدل الا على جبنه وضعفه وهشاشة بنائه . ويكفيه عار أن مجموعة من الشباب التي تتراوح أعمارهم بين السابعة عشر والثلاثون زعزعت كيانه وأطاحت بكل احتمالاته الى درجة كادت تدخل البلد في حالة طوارئ وعلى أثر ذالك تصادمت أجهزة الأمنية التي يتبجح بها على شعبه وهنا أذكر ردة فعل احد كوادر أمن الدولة التابعة" لوزارة الداخلية" عندما سألته قائلا "آش تحبوا مني ليش رجعتوني من المطار"فأجاب "نحب نعرفك "فقلت "أجهزتكم في سيدي بوزيد تعرفني جيدا"فرد غاضبا "جماعة سيدي بوزيد تعرف تعلاف وفي أخير طلعت ماتعرف شي"يقصد على الجماعات السلفية وهنا أقول له عرفتموني الآن... فهذه الطغمة التي تشكل الحزب الحاكم في بقائها في السلطة استخدمت الأجهزة الأمنية بجميع تشكيلاتها للمحافظة على بقائها في سدة الحكم وأغلب هذه الأجهزة في الأخير هي جزء من الشعب تعاني نفس معاناته وتعي تماما ضرورة زوال هذا النظام وهذا يظهر للجميع الا أن هؤلاء مثلهم مثل باقي مكونات الشعب التونسي تتوجه الى جهة المجهول آملة أن تجد مخلص ومنقذ يخرج هذا الشعب من المستنقع الذي فرض عليه . فهذه الدورة الانتخابية هي أخر دورة لهذا النظام الزائل المحتضر وعلى كل المعارضة التونسية أن تستغل حالت التخبط والهوان والافلاس الذي يعيشه هذا النظام مع أجهزته الأمنية ... فكل المؤشرات تدل على زوال هذا النظام والسنوات القادمة انشاء الله ستكون كفيلة بالكشف لنا عن الصرعات والتفكوكات التي ستطال هذا النظام في أعماقه ... وهنا لابد على جميع أطياف المعارضة وخاصة المنفية منها أن تنفض غبار سنوات الركود الجزء على الأقل وتجدد احياء الأهداف والغايات المشتركة بعيدا عن المصالح الشخصية والحزبية وتعيد أيضا بناء هياكلها وتنظيماتها من جديد لتجتوز الانشقاق الداخلي تحضيرا للمرحلة القادمة لأنها وكما سيتبين للجميع ستكون مرحلة مغايرة تماما لسابقاتها . وآخرا وليس أخيرا: تعالوا جميعا الى كلمة سواء لأن الظروف التطورات التي يمر بها الشعب التونسي لا تتحمل كل هذا التجافي والصراعات الداخلية وحتى ان كان العمل الجماعي لا يمكن تحقيقه فلابد أن لا نقف بل نعمل ولو كان بشكل فرادي .. وأخيرا: لا نحاول أن نتهرب من بعض المفاهيم مخافة أن يفقد ما نقوله أو نكتبه رونقه وجماله بل يجب أن نعمع ونكرس هذه المفاهيم في أنفسنا وفي شعبنا من قبيل (الطاغية الطاغوت الشيطان الغدة السراطنية......... ومثيلاتها) لان هذه المصطلحات والمفاهيم لديها انعكاس على نفوسنا وبالتي تساعد شعبنا على ترتيب الأشياء واخيرا التفريق بين الحق والباطل الشر والخير الصحيح والخطأ وعلينا أن ننحت بأنفسنا مفاهيم جديدة ان أمكن ذالك... كتبت هذه السطور ولم ترى عنيني النوم مند أكثر من 48ساعة يتخللها تفكيرا طويل مصاحب لألام واقعنا المؤمل تغيره.......... السيد حبيب مقدم