ينتظر الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي، أسبوع حافل بالأحداث. بعد صدور سيرتها الذاتية الثلاثاء 8 أكتوبر، بعد سنة من إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها عليها عنصر من حركة طالبان، بينما كانت تنتظر الحافلة المدرسية في منطقة سوات شمال غرب باكستان وأراد معاقبتها على نشاطها من أجل تعليم الفتيات. ونجت خلالها ملالا بمعجزة فصارت من يومها تجسد النضال ضد التطرف الديني في بلد يستخف عموما بحقوق النساء، كما ألقت خطابا مؤثرا في الأممالمتحدة في يوليو/تموز الماضي، وهاهي اليوم من بين الأسماء الأوفر حظا للفوز بجائزة نوبل للسلام التي سيعلن عنها الجمعة 11 أكتوبر. "بفضل ربي لم أمت" ويحمل كتاب ملالا (15 عاما) عنوان "أنا ملالا الفتاة التي نهضت من أجل التعليم والتي أطلق عليها طالبان النار"، ويصدر في الوقت المناسب ليشرح كيف تحولت البنت إلى أيقونة عالمية لمكافحة التطرف الديني. ويروي الكتاب تفاصيل استفاقتها بعد ستة أيام قضتها في حالة غيبوبة بين الحياة والموت، على سرير مستشفى في بريطانيا. وخرجت ملالا من الغيبوبة مشتتة الفكر، غير قادرة على الكلام ولا حتى على تذكر الهجوم الذي استهدفها. كل ما خطر ببالها عندما عادت إلى الوعي هي جملة بسيطة ""بفضل ربي لم أمت". وروت لها صديقاتها في وقت لاحق كيف صعد رجل ملثم على متن الحافلة المدرسية سائلا "من هي ملالا؟" قبل أن يثبت سلاحا على رأسها ويطلق رصاصة. ويعود الكتاب على أطوار حياتها قبل الاعتداء، في منطقة سوات التي سيطر عليها مقاتلو طالبان حتى العام 2009، حيث كانت عقوبات الجلد في الساحات العمومية تميز الحياة اليومية، التي تطبعها كذلك الكثير من المحرمات التي منعها الإسلاميون المتشددون من تلفزيون ورقص وموسيقى. وتصف الفتاة كل الجهود التي بذلها والدها ليضع أساس مدرسة خاصة مفتوحة للبنات. وكانت ملالا في تلك الفترة تتلقى تهديدات بالقتل بسبب مدونتها التي تعبر فيها بالأوردو عن معارضتها للقمع والتهديد المسلط من قبل طالبان. وتقول ملالا "كنت أنتظر ليلا بعد أن ينام الجميع كي أتأكد من أن جميع الأبواب والنوافذ محكمة الإغلاق". صراع الثقافات وتخصص الفتاة الباكستانية جزءا كاملا من كتابها لتروي محاولات تأقلمها مع الثقافة الجديدة في بيرمينغام التي تتابع فيها اليوم دراستها. فهي من محبي المغني "جوستين بيبر" وسلسلة "توايلايت" التلفزيونية وبرنامج "ماسترشيف" للطبخ… لكنها تؤكد صدمتها من مشاهد في فيلم "ألعبها على طريقة بيكهام" والتي تظهر فيها فتيات يلعبن كرة القدم في ملابس داخلية. وظلت ملالا على اتصال عبر سكايب مع صديقاتها في منطقة سوات، وهي تحلم بالعودة يوما إلى باكستان لتدخل عالم السياسة في بلادها. فصرحت في مقابلة مع "بي بي سي" يوم 7 أكتوبر "أريد أن أصبح في المستقبل امرأة سياسية. أريد أن أغير مستقبل بلادي وأن أجعل التعليم إجباريا". وفي نفس اليوم أكد المتحدث باسم حركة طالبان باكستان لوكالة فرانس برس أن الفتاة لا تزال مستهدفة من طرف الحركة لأنها تتحدث "ضد الإسلام". فرانس 24