قرّرت وزارة الشؤون الخارجية إنهاء مهمة البعثة التّونسيّة المكوّنة من ستّة أشخاص يمثّلون عائلات تونسيّة فقدت أبناءها بإيطاليا جرّاء الهجرة السّريّة، غير أن هؤلاء رفضوا الامتثال للقرار ودخلوا اليوم الخميس في حركة احتجاجية أمام القنصلية التونسية بباليرمو. وقالت جمعية “جبهة الوفاق الوطني” التي أوردت الخبر في بلاغ أمس، إن أفراد البعثة قرّروا عدم العودة إلى تونس والاعتصام أمام القنصليّة التّونسيّة بمدينة باليرمو الإيطالية والدخول في إضراب جوع احتجاجا على هذا القرار، وذلك على خلفية وجود أدلّة على أن أبناءهم أحياء ووصلوا إلى الشّواطئ الإيطالية. وأفاد عادل العيد، ممثّل الجمعيّة أنّه أمام هذا القرار من البعثة، ارتأت وزارة الخارجية التّمديد في إقامتهم يومين آخرين إلى حين التّوصل إلى حلّ، لكن ثلاثة أفراد منهم لم يعودوا إلى الفندق ولا يُعرف إلى أين توجّهوا. وذكر أن جمعيته إلى جانب ممثّلين عن عدد من تنظيمات المجتمع المدني التونسي النّاشطة بإيطاليا على اقتناع تامّ استنادا إلى تحرّيّات قاموا بها، واعتمادا على معلومات من مراكز الإيواء والقنصليّة، بوجود تونسيّين ناجين وصلوا إلى البرّ الإيطالي. وأوضح في هذا الصدد أنّ الشّرطة الإيطالية تأخذ بصمات كل المهاجرين غير الشّرعيّين، ويمكن في حال العثور عليهم والتعرّف عليهم عن طريق البصمات. وبيّن عادل العيد أنّه توجد بإيطاليا مراكز إيواء تمكّن المهاجرين من الاتصال بعائلاتهم ومراكز أخرى تشبه السّجون المؤقتة لا تمكن هؤلاء من الاتصال بذويهم، وهناك معطيات شبه مؤكدة تفيد بأن عديد المهاجرين التّونسيّين المفقودين موجودون بتلك المراكز. وأوضح العيد، استنادا إلى أقوال بعض أعضاء البعثة، أن القنصليّة التونسيّة بباليرمو تفاجأت بوجودهم هناك وكأنه ليس هناك تنسيق بين وزارة الخارجية والقنصلية. من ناحيته ذكر مدير الشّؤون القنصلية بوزارة الشّؤون الخارجيّة النّاصر الصيد أنّ الوزارة أوفدت تلك البعثة إلى إيطاليا بطلب من عائلات المفقودين ولمدّة أسبوع واحد للتّحرّي عن أبنائهم هناك، وجرت العملية بتنسيق بين وزارة الخارجية والقنصلية التونسيّة بباليرمو لتهتم بشؤونهم. ولم يدلِ بتفاصيل إضافية إلى حين الحصول على مزيد من المعطيات حول الموضوع. وتجدر الإشارة إلى أنّ “جبهة الوفاق الوطني” هي جمعية تونسية متحصّلة على التأشيرة في 31 جانفي 2012 لها عدة فروع بالخارج وتهتمّ وفق النّاطق الرّسمي باسمها وليد البلطي ب”كلّ المسائل الإجتماعية والسياسية للتونسيين بعيدا عن أيّ تحزّب”. المصدر: وات