قامت منظمة هلفزوروك النمساوية العالمية وشركة "أو أم في" بتنظيم حفل تخرج أربعين متكون في اختصاص اللحام وتركيب الأنابيب الصناعية وذلك يوم 28 جانفي 2014 بولاية تطاوين. تأتي هذه المبادرة الطيبة في إطار الشراكة التي تجمع هلفزوروك النمساوية العالمية بالوكالة التونسية للتكوين المهني وذلك في سياق مشروعها "مهارات للنجاح والذي تم خلاله تكوين 40 شخصا في اختصاص اللحام وتركيب الأنابيب الصناعية وذلك لمدة أربعة أشهر, شملن مرحلة التكوين دروسا مكثفة خصوصا في اللغة الانقليزية والمهارات الحياتية وبعث المشاريع. وقد حضر هذه الدورة الثانية لحفل تخرج تلاميذ التكوين المهني في اللحام وتركيب الأنابيب الصناعية كل من السيد والي مراد عاشور والي تطاوين والسيدة "هايدي بولهارت" المدير العام للمنظمة النمساوية "هلفزورك" والسيد رينا رد اوسولد المدير العام للشركة النمساوية "أو أم في" والسيد وسيم بعينة مدير مشروع" مهارات للنجاح", هذا إضافة للحضور الإعلامي المكتف والذي ساهم بشكل فعال في تغطية هذه المبادرة التي تتنزل في إطار تدعيم وتشجيع الاستثمار في المناطق الداخلية. تم تكريم المتكونين في أجواء مميزة حضرها العديد من مكونات المجتمع المدني وكذلك العديد من المواطنين وأولياء التلاميذ الذين عبروا عن سعادتهم بمثل هذه المبادرات التي تساهم حتما في تطوير شباب ولاية تطاوين. عبدالله غميض احد المتكونين في مشروع "مهارات للنجاح لم يخف سعادته الكبيرة بتخرجه في اختصاص اللحام وتركيب الأنابيب الصناعية قائلا: "رغم أن مدة التكوين لم تدم طويلا واقتصرت على فترة أربعة أشهر فحسب إلا أننا تمكننا خلال هذه الفترة الوجيزة من تلقي تكوين جيد خصوصا في اللغة الانقليزية والعديد من المهارات في مجالي اللحام و تركيب الأنابيب الصناعية وهو ما سيمكننا بالضرورة من الدخول في سوق الشغل دون تعقيدات وفي أسرع وقت ممكن. كما أضاف عبدا لله, "بالإضافة إلى تخرج أربعين متكونا فان مركز التكوين بالشراكة مع منظمة "هلفزورك" مكنت 5 متكونين وانأ من ضمنهم من الالتحاق بمركز التكوين بصفا قس للتدرب أكثر على العديد من المهارات الأخرى. سعيد جنات بدوره وهو احد المتكونين أكد أن مرحلة التكوين قد مكنتهم على التدرب على العديد من القيم لعل أهمها الانضباط وسرعة التأقلم مع المجموعة, هذا إضافة على التدرب على العديد من الآلات والتقنيات الحديثة و هو ما سيمكننا من من الحصول على مورد رزق مسستقبلا في وقت قياسي. كما أكد رئيس مدير التكوين المهني بتطاوين السيد علي عدالة إن هذه الدورة الثانية لتخرج المتكونين في مجالي اللحام وتركيب الأنابيب الصناعية يعد مفخرة للمركز و لكل الساهرين على دعمه, قائلا في الإطار نفسه" ان مثل هذه المبادرات هي السبيل الأمثل لتحدي افة البطالة التي تبلغ 50 بالمائة في ولاية تطاوين" وأضاف ان الولاية ستكون في السنوات القادمة غير مستحقة لتوافد اليد العاملة الأجنبية في المجال النفطي بل سيكون أبناء الولاية هم المحرك الأول لهذا القطاع. اثر انتهاء عملية تخرج المتكونين وتوزيع الجوائز والشهائد العلمية قامت الشركة النمساوية بتنظيم ندوة صحفية بمقرها الكائن بتطاوين سلطت فيها الضوء على مشاريعها في تونس خصوصا فيما يتعلق باعمالها الساعية الى توفير مواطن شغل لشباب ولاية تطاوين وقد حضر هذه الندوة ممثلين عن المنظمة ووالي تطاوين. في ردها على العديد من تساؤلات الصحفيين قالت السيدة "هايدي بوكهارت" المدير العام لمنظمة هلفزورك النمساوية "إن منظمتنا متواجدة في تونس منذ ثلاثون عاما تقريبا وهي توفر حوالي 1200 موطن شغل للتونسيين,كما أضافت إن حجم الاستثمارات في تونس سيكون استثنائيا في سنة 2014 نظرا لان تونس تمكنت من تجتوز مرحلة الخطر نظرا لما شهدته من تقدم فيما يتعلق بالانتقال الديمقراطي خصوصا بعد المصادقة على الدستور والتوافق بين الأحزاب السياسية حول شخصية مهدي جمعة لقيادة المرحلة القادمة. كما أكدت السيدة "هايدي" إن الغاية من مشروع" مهارات للنجاح" يكمن أساسا في تحسين طاقة التشغيل في ولاية تطاوين و الحد من نسبة البطالة الني بلغت نسبة 50 بالمائة في الجهة. في الوقت نفسه قالت السيدة "هايدي" ان الهدف من هذه المشاريع يقوم على منظومة غير تجارية بل هو تطوعي وخيري لإفادة جهة تطاوين والتي حسب تعبيرها تمثل احد أهم الأقطاب الاقتصادية في تونس نظرا لما تتوفر به من موارد باطنية سياحية بإمكانها استقطاب العديد من المستثمرين الأجانب والتونسيين. أما في سياق حديثها عن المتكونين المتخرجين فقد نوهت رئيسة المنظمة بمجهدات هؤلاء التلاميذ مشددة على أهمية الذكاء التونسي وقدرة الشباب على التفاعل مع كل الثقافات…كما قالت ان المنظمة ستكون دائما إلى جانب المتخرجين إلى حين ضمان مواطن شغل لهم في اقرب وقت ممكن. من جهته أكد السيد مراد عاشور والي تطاوين على قيمة المجهودات التي تقدمها منظمة هلفزورك وشركة "او ام في " النمساويتين" في تطوير شباب الجهة خصوصا فيما يتعلق بتوفير مواطن الشغل وتكوين الكفاءات خصوصا في مجال الصناعات البترولية. وفي رده عن سؤال مدى مسؤولية الولاية في توفير مواطن شغل لهؤلاء المتخرجين قال الوالي " إن الولاية قامت بالتنسيق مع المنظمة من خلال إمكانية منح المتخرجين قروض صغرى تمكنهم من فتح مشاريع خاصة يصقلون فيها مواهبهم وتمكنهم من العيش الكريم. الحضور الإعلامي المكثف استغل فرصة وجود الوالي في الندوة الصحفية للتساؤل حول ملفات الفساد في المجال النفطي وخاصة فيما يتعلق بالشركات البترولية الأجنبية وطبيعة العقود الاحتكارية التي تربطها بالبلاد التونسية خصوصا وان ولاية تطاوين تعتبر أهم قطب بترولي في تونس فقال الوالي" لا ننكر وجود ملفات فساد في المجال النفطي لكن المسألة الآن هي بيد القضاء فالتقرير النهائي لملفات الفساد سيصدر في غضون شهر فيفري القادم حينها فقط سنعرف كيف نتعامل مع شركائنا. وأضاف" انه ليس من مصلحتنا الآن أن نضايق المستثمرين الأجانب لان ذلك سيعطل إنتاجنا المحلي للنفط والغاز , فالفساد موجود لكن ما باليد حيلة في الفترة الحاضرة". عقب انتهاء الندوة الصحفية نظمت الشركة النمساوية جولة لفائدة الإعلاميين لمواكبة أهم الانجازات التي وفرتها لشباب الجهة في مختلف المعتمديات والجهات مثل منطقة "الدويرات" و"شنني" و"قصر حدادة", فكانت الانتاجات متنوعة فلاحية وصناعية وسياحية وصناعات تقليدية…وفي هذا الإطار نذكر مشروع تربية الأغنام ومشروع تربية الأرانب ومشروع الصناعات التقليدية وكذلك مشروع الشعير المستنبت والذي مازال في مراحله الأولى والذي سيمكن الجهة من مكافحة غلاء أعلاف الأغنام وبقية الحيوانات. كل هذه المشاريع تؤكد مدى استعداد شباب ولاية تطاوين لتطوير كفاءاتهم وخلق مواطن شغل وخصوصا دحض تلك المقولة البائسة التي تقر بصعوبة الاستثمار في المناطق الداخلية والصحراوية وخير دليل على ما تقوم به منظمة هلفزورك النمساوية العالمية من استثمارات في العديد من المجالات في ولاية تطاوين.