بعد مرور تسعة أيّام على اعتصام “الكامور” بتطاوين ارتفع عدد المعتصمين ليبلغ نحو الخمسة آلاف معتصم وقت الذروة ونحو الألفي معتصم في الأوقات العادية. وقدم المعتصمون من مختلف مناطق الولاية في حركة أرادو من خلالها نيل ما اعتبروه حقّهم المشروع في التنمية والتشغيل والحصول على نصيبهم من الثروات البترولية التي تزخر بها جهتهم وفق ما صرّح به عضو تنسيقية اعتصام شباب تطاوين جمال خلف الله لمراسلة تونس الرقمية بالجهة. المعتصمون أقاموا مخيّما كبيرا في قلب الصحراء يضمّ أكثر من 150 خيمة وبسطوا سيطرتهم على جميع المنافذ المؤدية للشركات البيترولية والتي تقع على بعد حوالي 120 كلم عن مدينة تطاوين. وتواصل اعتصام الكامور حتى بعد زيارة رئيس الحكومة إلى تطاوين وفِي جعبته 64 قرارا لم تلقى جميعها قبولا من طرف الشباب المحتج الذين رفعوا شعار “ديڤاج” في وجهه ما اظطره إلى قطع زيارته والعودة إلى العاصمة. وحسب خلف الله فإنّ مطالب المعتصمين تتمحور حول ثلاث نقاط رئيسة لم تستجب لها الحكومة وهي تشغيل فرد من كل عائلة في الحقول البترولية وتخصيص نسبة 20%من عائدات الحقول النفطية للجهة وتحويل مقرّات الشركات البترولية الأم إلى تطاوين، وأمام رفض الحكومة لهذه النقاط الثلاث أعلن المعتصمون التوجّه نحو التصعيد وتغيير شعارهم من “الرخ لا” إلى “الضّخ لا” في إشارة إلى أنهم سيلتجؤون إلى إيقاف الانتاج كليّا بالحقول البترولية. وذكر خلف الله أيضا أنّ ستّة من بين أعضاء تنسيقية الشباب المعتصم عاودوا الاجتماع بوزير التكوين المهني والتشغيل، عماد الحمامي يوم أمس الأحد 30 أفريل 2017، اجتماع عرض خلاله الوزير حلولا جديدة لامتصاص الغضب الشعبي أبرزها تشغيل 500 من أبناء الجهة في الشركات البترولية الأم والترفيع في قيمة صندوق المسؤولية الاجتماعية من 5 مليارات إلى 30 مليارا مع تمثيل التنسيقية في لجنة مراقبة الصندوق. هذه النقاط قال ممثّلو تنسيقية الاعتصام أنّهم سيرفعونها للنقاش مع كافة الأعضاء الممثلين لنحو 72 منطقة بالولاية مشيرين إلى أنّها في كلّ الأحوال لا تستجيب إلى سقف مطالبهم التي من أجلها خرجوا للشارع ومن أجلها اعتصموا بقلب الصحراء.. هذا وقد رافق اعتصام الكامور جدل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي حيث بيّن محدثنا أنه وقع اتّهامهم بأنهم “دواعش” ويسعون إلى إحداث الفوضى في البلاد وكذلك بوجود جهات تقف وراءهم وتدعم تحرّكاتهم وتموّلها وهو ما نفاه عضو التنسيقية جمال خلف الله، مؤكّدا أن لا وجود لأيّة جهة تقف وراءهم وأنّهم قاموا بتجميع الأموال في البداية من المعتصمين أنفسهم بالإضافة إلى تلقّيهم يوميا مساعدات عينية ومالية من أهالي تطاوين الداعمين لمطالبهم والمتعاطفين معهم. كما أكّد أنه تمّ تأمين خروج أعداد كبيرة من العاملين بالشركات البيترولية والراغبين في مغادرة أماكن عملهم، دون التعرّض لهم بأي سوء. وقال خلف الله إنّ التوجّه إلى تطبيق شعار “الضخ لا” وارد في حال لم تستجب الحكومة إلى مطالبهم وذلك عن طريق إغلاق أنبوب ضخ البيترول من الخزانات نحو معتمدية الصخيرة من ولاية صفاقس. وختم خلف الله حديثه بتوجيه الشكر إلى الأمنيين الذين أثبتوا أنهم فعلا أمن جمهوري من خلال تعاملهم مع المحتجين مشيرا إلى أنّ كل المعتصمين من أبناء تطاوين سيحافظون على سلمية تحرّكاتهم تحت راية الوطن وأنه لا صحّة لما راج حول دعوة المعتصمين إلى الانفصال وإن وجدت فهي مجرد أصوات معزولة ولا تمثل إلا أصحابها.. مشددا في السياق ذاته على أن معتصمي الكامور يقومون كل صباح بتحية العلم الذي تمّ رفعه على أغلب خيام الاعتصام على حدّ قوله. تصريح عضو تنسيقية اعتصام شباب تطاوين جمال خلف الله Votre navigateur ne prend pas en charge l'élément audio. * * * * * * * * * * * * * *