يحتفل العالم اليوم، 14 فيفري 2018، بعيد الحب هذه المناسبة التي أصبح التونسي يوليها اهتماما كبيرا إذ أنّ هناك من يخصّص لها ميزانية خاصة، و من ناحية أخرى هي فرصة لأصحاب المحلاّت التجارية و المقاهي فيستغلّها الكثيرون و يخصّصون عروضا تجارية للمحتفلين بهدف جلب أكثر عدد ممكن من الحرفاء. تونس الرّقمية حاولت رصد أراء مختلف الشرائح العمرية في المجتمع التونسي بخصوص هذه المناسبة، فوجدت أنّ الكثير من التونسيين يعتبرون أنّ الاحتفال بعيد الحب هو مناسبة للتعبير عن مشاعر سامية بداخل كلّ إنسان لشخص ما ليس بالضّرورة أن يكون فقط الحبيب، كما يعتبرون أنّ هذه المناسبة لا يجب أن تقتصر على الغرب حتّى و إن كانت من العادات الدّخيلة و لكن هدفها لا يجب أن يبقى حكرا على مجتمع معيّن دون غيره و هي فرصة لتجاوز بعض الخلافات و للتعبير عن العواطف. فهل يعرف التّونسيين القصّة الحقيقية للقديس فالنتين…؟ بعض التّونسيين ممّن التقيناهم يحتفلون بالفلانتاين و يدركون رمزيّته في حين أنّ العديد منهم يجهل القصّة الحقيقيّة للقديس فالنتين الذّي كان يزوّج العشّاق سرا في الكنيسة بعد صدور أمر ملكي يمنع الزّواج عندما كانت روما تعيش حربا، و اعتقد الملك القائد “أكلوديوس القوطي” أنّ الزّواج يضعف قدرة المقاتل عن القتال و تمّ فيما بعد كشف أمر القديس فأصدر الملك أمرا بإعدام فالنتين. وقد بنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350 تخليدا لذكراه و استمرّت الشعوب المسيحيّة في الاحتفال بذكراه التي ترمز إلى التضحية في سبيل الحب و سمي هذا اليوم بعيد العشاق.. و أكّد العديد من الذّين حاورناهم بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أنّ هذه المناسبة لا تخلو من الجانب التجاري إذ أنّها تعدّ فرصة لأصحاب المحلات التجارية و المقاهي لتحقيق الرّبح المادي. هذه الآراء المختلفة لا تعنى أنّ كلّ التونسيين يعيرون “الفالنتين” أهمّية كبرى فهناك من يعتبره مناسبة دخيلة بل و يعتقد أنّ مجتمعنا الحالي يفتقد إلى معايير الحب الحقيقيّة و أنّ أغلبيّة العلاقات تُبنى حسب مصالح شخصيّة كما أنّ هذه المناسبة حسبهم تعتبر تجاريّة بالأساس و الحبّ الحقيقي لا يجب أن يتمّ اختزاله في يوم واحد فقط. هكذا كانت أراء التّونسيين على اختلافها و لكن يبقى الحب من أجمل القيم التي تُبنى عليها حياة الإنسان و أهمّها حتى أنّ جميع الشّعراء و الفنّانين في مختلف المجتمعات تغنّوا بالحب كما دعت مختلف الدّيانات إلى التّحابب.