شهدت الأسابيع القليلة الماضية تغيّرا ينذر بالخطر في تطور وباء فيروس كورونا المستشري في السنوات الأخيرة في المملكة العربية السعودية، حيث تم خلال ال 24 ساعة الماضية في السعودية تسجيل ما لا يقل عن خمس حالات وفاة جديدة بالمملكة، في حين أكدت المختبرات الطبية وجود 80 اصابة جديدة في غضون أسبوع واحد .. الخطير في الأمر، أنّ انتشار هذا الوباء تسارع بشكل مفاجئ خارج منطقة الشرق الأوسط ، وهو ما دفع بمنظّمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر، لتقرّر عقد لجنة طوارئ الثلاثاء، 13 ماي الجاري ربما لاتخاذ قرارات وفرض قيود على السفر والتجارة مع البلدان المتضرّرة. في الواقع، ما يثير قلق وحيرة منظمة الصحة العالمية ليس انتشار المرض داخل السعودية وإنما لأن هذا الفيروس أظهر قدرة مزعجة للغاية على السفر إلى جميع أنحاء العالم فقد تمّ هذه الأيام الإبلاغ عن 3 حالات جديدة في الأردن ، وحالة واحدة في كل من مصر ، والولايات المتحدة، واليمن. والمؤكد أنّ فيروس الكورونا تجاوز الى حد كبير الشرق الأوسط، ليصل إلى أوروبا (4 حالات في بريطانيا، وحالتان في ألمانيا ، وفرنسا وحالة واحدة في ايطاليا واليونان )، وأفريقيا ( 3 حالات في تونس )، وآسيا (إصابة واحدة في ماليزيا والفلبين). وتمّ تصنيف وضعية إنتشار الفيروس من قبل المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض المعدية بالحرجة، و ذلك بعد الإستناد إلى بيانات عن الحالات المبلّغ عنها من قبل البلدان المعنية مرفوقة بالأدلة البيولوجية التي أجريت في مختبرات معتمدة أثبتت وجود الفيروس. إذاً كما أسلفنا فإن تونس تضمّ 3 إصابات بفيروس كورونا وهو ما يتناقض ويتعارض مع ما قاله المسؤولون الموقرين في وزارة الصحة الذين أصمّوا آذاننا قبل بضعة أيام بأنّ البلاد خالية تماما من هذا المرض.. وعليه فإن السبيل لمجابهة الوضع الحالي في غاية من الوضوح، إذ ينبغي أن يتم إتخاذ إجراءات مراقبة أو وقاية إزاء الحجاج العائدين من العمرة والذين يمكن أن يكونوا حاملين للفيروس. و نظرا إلى أن موسم العمرة قد بدأ للتو، في انتظار الحج، قد يكون من الحكمة الشروع في تنفيذ برنامج وقاية خاصّ بكل بلد، خصوصا أن هذا البرنامج موجود بالفعل، وتم اختباره بنجاح في السابق للتصدّي لبعض الأوبئة الأخرى… وبالمناسبة يجب على تونس أن لا تنتظر قرارات منظمة الصحة العالمية لتطبيق هذا البرنامج الوقائي، لسبب بسيط وهو أن هذه المنظمة أثبتت، خلال مجابهة أوبئة سابقة، أن المصالح المالية لبعض شركات الأدوية أهمّ لديها بكثير من صحّة التونسيين … !