تعد أحداث الشغب التي حدثت في عام 1999 خلال مباراة الأولمبي الباجي و منافسه الترجي الرياضي الأكثر دموية في تاريخ كرة القدم التونسية، بعد أن خلفت عدداً كبيراً من الضحايا و الجرحى إثر اشتباكات بين الجماهير و أفراد الشرطة. و دارت المباراة في ملعب بوجمعة الكميتي بولاية باجة ، ضمن منافسات الدور نصف النهائي لكأس تونس و توقفت على نتيجة التعادل قبل نهايتها بسبب أعمال الشغب التي راح ضحيتها 3 من مشجعي الأولمبي الباجي، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى. و بعد يومين فقط من الكارثة، أصرّت الجامعة التونسية لكرة القدم على إعادة المباراة في ملعب بنزرت أمام أبواب مغلقة من دون حضور الجماهير، لينتصر الترجي و يمُرّ إلى الدور النهائي و يفوز باللقب إثر تغلّبه على النادي الإفريقي. و عادت ملابسات الملف الغامض إلى ساحة الأحداث في تونس، بعد أن طالب رئيس الأولمبي الباجي منير بن صخرية، الدولة التونسية و كذلك نادي الترجي بتقديم الاعتذار الرسمي عن تلك الأحداث بعد أن تمّ اتهام الجامعة التونسية وقتها بالتواطؤ مع رئيس الترجي الأسبق سليم شيبوب، من أجل إخفاء حقيقة ما حدث و إخراج جماهير الأولمبي الباجي في ثوب المذنب. و قال بن صخرية لبرنامج "كورة بلوس" الذي يبث على وسائل التواصل الاجتماعي : "لقد كنت حاضراً في الملعب يوم المباراة و شاهدت حقيقة ما جرى. لقد تعمدت الدولة إخفاء الحقيقة لأسباب سياسية و الجميع يُدرك جيّدا طبيعة النظام السابق الذي حرمنا من متابعة القضية و الدفاع عن حقوق أبنائنا الذين فارقوا الحياة جراء مباراة كرة قدم". و تابع : "أطالب رئيس الترجي الحالي حمدي المؤدب بتقديم اعتذار رسمي لكل أهالي مدينة باجة و كذلك أُوجّه الطلب ذاته للحكومة التونسية التي تبقى المتسبّب الأوّل في هذه الأحداث و مهما يكن من أمر فإن هذا الطلب هو رمزي بالأساس و لن يُغيّر من التاريخ الذي سيبقى وصمة عار على جبين الكرة التونسية". و تخلى بن صخرية منذ أيام عن منصب رئاسة الأولمبي الباجي العائد حديثاً إلى الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، لفائدة نائبه كمال والي مخيّرا تولي خطة ناطق رسمي للفريق.