لن يتسنى للجماهير التونسية متابعة المباراة التي ستخوضها عناصرنا الوطنية مساء الغد الثلاثاء في مدينة دار السلام أمام المنتخب التنزاني عبر القناة الوطنية ، لحساب الجولة الرابعة من تصفيات كان الكامرون، حيث يعود السبب الأول إلى وجود مالك حصري جعل حقوق البث حكرا على قناة أجنبية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، و السبب الثاني يعود إلى إغلاق المقاهي منذ الساعة الرابعة بعد الزوال في تونس و عدم تمكن عشاق المنتخب من متابعة المباراة حتى في القناة المالكة الحصرية لحقوق البث بما أنها ستنطلق على الساعة الثامنة مساءا عند انطلاق توقيت حظر التجول كما لم تخف الجماهير التونسية استياءها، في ظل حرمانها من مشاهدة مباريات منتخبها الوطني عبر التلفزة التونسية حين يلعب في القارة السمراء، مثل ما سيحدث غدا في تنزانيا. وجدت الجماهير التونسية نفسها مجبرة على البحث عن سبل مختلفة من أجل متابعة حيثيات مباراة الثلاثاء التي سيخوضها المنتخب الوطني في دار السلام أمام مستضيفه المنتخب التنزاني، لحساب الجولة الرابعة من تصفيات الكان، وفي الوقت الذي كان رهان الكثير على قنوات بين سبورت وبعض القنوات الأجنبية التي لها الأحقية في بث المباراة، فإن البعض لم يتوان في الاستنجاد بالشبكة العنكبوتية، من خلال السعي إلى مشاهدة المباراة عبر بعض الروابط المتاحة في مواقع التواصل الاجتماعي وموقع اليوتوب، يحدث هذا في الوقت الذي لم تخف الجماهير التونسية استياءها بسبب حرمانها من فرصة مشاهدة المباراة على القناة الأرضية التابعة للتلفزيون العمومي، متسائلين عن مستقبل مباريات المنتخب الوطني خارج الديار، في ظل تواصل منطق الاحتكار الذي يحرم التلفزيون من نقل مباريات منتخب بلاده، وهو السيناريو الذي حدث في أكثر من مناسبة، ما يثير حسبهم الكثير من علامات الاستفهام، خاصة في ظل اعتراف إدارة التلفزة الوطنية بعدم قدرتها على بث المباراة بشكل مسبق، بحجة احتكار حقوق البث من طرف قناة أجنبية، في الوقت الذي كان من المفترض أن تكون هناك حلول وبدائل من أجل ضمان التونسيين حقهم في مشاهدة منتخب بلادهم في القناة الأرضية ومن باب أضعف الإيمان. وفي ظل الجدل الذي خلفه النقاش الذي ميز الشارع الكروي التونسي، نشير إلى أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم في عهد الرئيس السابق عيسى حياتو قد منح حقوق بث تصفيات كأس إفريقيا لشركة "لاغاردار" آنذاك، على أن تنال الاتحادات الوطنية حقوق بث مباريات فرقها داخليا في حال الاستقبال فقط، فيما تبقى حقوق البث حكرا على قناة أجنبية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ما يعني عدم الحصول على حقوق البث بطريقة معقولة للاتحادات الوطنية . ومعلوم أن الجماهير التونسية قد سبق لها أن عبرت عن استيائها من هذه الممارسات في مناسبات سابقة، حين حرمت من متابعة مباريات المنتخب الوطني خارج الديار لذات السبب (الاحتكار)، ما جعلها تطالب الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها من أجل تقديم خدمة عمومية لجميع التونسيين حين يتعلق الأمر بمباريات المنتخب الوطني، وهو المطلب الذي قد يعرف التجسيد في حال اتخاذ الفيفا لقرارات حازمة تسمح بكسر الاحتكار الممارس في هذا الجانب، وبالمرة تفادي تكرار ذات السيناريو خلال تصفيات مونديال 2022، وبالمرة تسهيل مهمة التلفزيون العمومي في نقل مباريات نسور قرطاج دون عراقيل أو عقبات، سواء في عقر الديار أو خارج القواعد.