الديوانة: تدشين المقرّ الجديد لوحدة مراقبة الحاويات بسوسة.    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء والجرحى..    في الصّميم ...كرة القدم تَجمعنا ولن تُفرّقنا    تونس غينيا الاستوائية 1 0 فوز صغير وأداء محيّر    بعد أحداث الدربي ..«ويكلو» للافريقي و100 ألف دينار جبر أضرار    بطولة رولان غاروس : الألماني زفيريف يكمل عقد المتأهلين الى المربع الذهبي    تفاصيل الاحتفاظ بكهل من أجل صنع مادة "الڨرابة" المُسكّرة..    اليوم: تونس تتحرى هلال شهر ذي الحجة..    الصحة العالمية تعلن تسجيل أول وفاة بشرية بمتحور من إنفلونزا الطيور..#خبر_عاجل    الحشاني: تونس بلورت استراتيجيتها التنموية منخفضة الكربون في أفق 2050    عاجل/ وزارة التربية تكشف حقيقة تسريب امتحانات اليوم الثاني للبكالوريا..    طقس اليوم: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    المغرب: وفاة 8 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين إثر تناولهم مشروبات كحولية محلية الصنع    رئيس الحكومة يلتقي عددا من أفراد الجالية التونسية بسيول    بوتين يهدّد بتسليح دول ثالثة بغاية مهاجمة الغرب    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على استعداد لمواصلة دعم تونس في برامجها الإصلاحية    من بينهم سجينة ... 16 مترشحا يجتازون الامتحان بعدد من الوحدات السجنية    وزارة الصحّة تتابع تقدم إنجاز المشاريع الصحّية المموّلة من قبل الصندوق السّعودي للتّنمية    وزير الصّحة يؤدي زيارة ميدانية للمركز الوسيط بالنّخيلات ويُعاين منظومة التصرّف في الأدوية والتلاقيح    تونس تخسر كفاءاتها ...نجاحاتنا الطبيّة تُصدّر إلى المغرب !    القصرين: اكتشاف بؤرة ثانية للحشرة القرمزية بعمادة الثماد من معتمدية سبيبة    معرض صفاقس الدولي الدورة 58 في هذا الموعد    ويكلو.. جبر ضرر وإيقاف نشاط لاعبين: عقوبات بالجملة ضد النادي الإفريقي    عاجل/ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينفي خبر تأجيل "كان المغرب 2025"    نجاح طبي في مستشفى سهلول: التفاصيل    القصرين : رصد 15 حالة غش في اليوم الأول لإمتحان الباكالوريا    وقفة احتجاجية للعاملين على خلفية عدم تمكينهم من سلفة شراء الأضاحي.. التفاصيل    "تيك توك" يتعرّض إلى هجوم إلكتروني    رسميا: السعودية تعلن موعد تحرّي هلال ذي الحجة    ختم الأبحاث في قضية تعلّقت براشد الغنوشي وآخرين    السعودية تدعو لتحري رؤية هلال شهر ذي الحجة..    مهدي العبدلي:"مشروع مدننا العتيقة دون بلاستيك يهدف بالأساس إلى ترسيخ الوعي والثقافة البيئية" [فيديو]    عاجل : مجانية الدخول لحضور مباراة تونس و غينيا    تونس نجحت في تنفيذ إصلاحات هامّة لأجل دفع الاقتصاد    في كوريا: رئيس الحكومة يلقي كلمة خلال مشاركته في فعالية حول ''الشباب والمؤسسات الناشئة''    بعد الإفراج عنها: ''التيكتوكر'' إيمان تخرج عن صمتها    طبيب فرنسي يُهاجم نادين نسيب نجيّم...كيف ردّت عليه؟    ظافر العابدين عضوا في لجنة تحكيم مهرجان عمان السينمائي    نابل: 9725 مترشحا يشرعون في اجتياز امتحانات الباكالوريا    بطولة اسبانيا : خبر انتقال مبابي الى ريال مدريد لا يتماشى مع فلسفة برشلونة    ميلوني : تدفقات الهجرة تراجعت بنسبة 60% بفضل علاقات التعاون مع تونس وليبيا في المقدمة    مرابيح البريد التونسي تفوق 203 ملايين دينار سنة 2023..    أسعار بيع الحبوب المزارعون ينتظرون التسعيرة الجديدة ويأملون الترفيع فيها    تونس صقلية منتدى حول فرص الاستثمار والتبادل في مجال الصناعات الغذائية    طاقة مستقبلية واعدة ..الهيدروجين الأخضر .. طريق تونس لتفادي العجز الطاقي    عاجل/ إطلاق نار في محيط السفارة الأمريكية ببيروت..    اليوم: انطلاق الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا    تزامنا مع الحج.. طلاء أبيض لتبريد محيط مسجد نمرة    الكونغرس الأمريكي يوافق على مشروع قانون لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية    لشبهات غسيل الأموال ..الاحتفاظ برجل الأعمال حاتم الشعبوني    لقاء يجمع وزير الصّحة بنظيره المصري    الدورة 19 للمهرجان الدولي للفيلم الشرقي بجنيف: مشاركة 4 أفلام تونسية 2 منها في المسابقة الرسمية    الاستعداد للحج .. "شوق" وعادات وفيه "منافع للناس"    تفاصيل الدورة 48 لمهرجان دقة الدولي: انماط متنوّعة في دورة التأكيد    هذا موعد رصد هلال شهر ذو الحجة    عاجل : اكتشاف سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور    في المعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين ...7 آلاف كتاب هبة لمكتبة المعهد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسوم الشيكات: مصالح البنوك فوق كل اعتبار

صدر بالرائد الرسمي مرسوم عدد 10 لسنة 2022، مؤرّخ في 10 فيفري 2022، يتعلّق بالعفو العام في جريمة إصدار شيك دون رصيد. وينتفع بالعفو العام، وفق المرسوم، كلّ من أصدر شيكا دون رصيد حرّرت في شأنه، شهادة عدم خلاص أو محضر احتجاج في عدم الدفع بمقر بنك المستفيد من الشيك، شرط توفير الرصيد بالمصرف ودفع مصاريف الإعلام للمصرف أو مصاريف الاحتجاج المحرّر بمقر المصرف.
ويعني ذلك ان اول شرط للانتفاع بمرسوم العفو الذي لم يلغي بصريح العبارة العقوبة السجنية ولا الخطايا المتحملة على اصدار الشيك، يتمثل في تسوية الوضعية لدى المصرف وهو ما يحمي مصالحه ويكرس روح قانون الشيكات سيئ الذكر المبني على احكام الفصل 411 من المجلة التجارية والقاضي بان يعاقب بالسجن مدة خمسة أعوام وبخطية تساوي أربعين بالمائة من مبلغ الشيك أو من باقي قيمته على أن لا تقل عن عشرين بالمائة من مبلغ الشيك أو باقي قيمته كل من أصدر شيكاً ليس له رصيد سابق وقابل للتصرف فيه أو كان الرصيد أقل من مبلغ الشيك أو استرجع بعد إصدار الشيك كامل الرصيد أو بعضه أو اعترض على خلاصه لدى المسحوب عليه.
وينتفع أيضا، بالعفو العام كلّ من كان محلّ تتبع قضائي لدى المحاكم على اختلاف درجاتها أو صدر ضدّه حكم من أجل شيك دون رصيد قبل تاريخ نشر هذا المرسوم، وقام بتطبيق مقتضيات الفقرتين 1 و2 من الفصل الأوّل من المرسوم وذلك قبل يوم 31 ديسمبر 2022. ولا يمسّ هذا العفو بحقوق الغير وخاصّة بالحق الشخصي. ولا يشمل العفو المصاريف القضائية ولو التي لم تستخلص، ولا الاستصفاء الذي تمّ تنفيذه ولا الخطية التي تمّ استخلاصها.
وتعليقا على قرار رئيس الجمهورية قيس سعيد في خصوص إصدار المرسوم الخاص بالعفو العام في الشيكات دون رصيد، اعتبر عبد الرزاق حواص، الناطق الرسمي باسم الجمعية الوطنية للمؤسسات الصغرى والمتوسطة، ان رئيس الدولة "قام بتحرير العبيد". واعتبر حواص في تصريح لدى إذاعة خاصة، ان الدورة الاقتصادية توقفت بسبب عاملين رئيسيين هما جائحة كورونا، والعقوبات الجزائية ضد إصدار الشيكات دون رصيد.
وقال حواص ان العفو العام يحفظ حق الدائن والمدين، خاصة مع إرساء التتبعات المدنية فقط دو اللجوء للعقوبات الجزائية، حيث سيمكن المدين من خلاص مسستحقاته وتسوية وضعيته المالية مع المدان والبنك المركزي واستئناف نشاطه الاقتصادي. غير ان تقييم حواص يبقى قاصرا في خصوص الجانب القانوني اذ ان العقوبة السجنية لم تلغ، من ناحية كما ان الاندماج من جديد في الدورة المالية يتطلب توفير مبالغ الخطايا المتراكمة وتضمينها لدى المصارف وهي التي تصل قيمتها الى مليارات الدينار، من ناحية أخرى.
هذا ويعتبر قانون الشيكات بدون رصيد السالب للحرية مخالفا للمعايير الدولية وقد وجهت منظمة الأمم المتحدة تنبيهات عديدة للسلط التونسية منذ 2006 للتخلي على العقوبة السالبة للحرية باعتبار ان اصدار الشيك بدون رصيد لا يقابل اعتداء بدنيا او اخلال بالأمن العام كما ان عدم ضم العقوبات أحال الاف التونسيين على عقوبات قروسطية تصل الى السجن مئات السنين.
ويندرج تجريم اصدار الشيك في إطار منظومة متكاملة تقصي بالأساس أصحاب المؤسسات من الحصول على التمويل من البنوك ليقعوا تحت طائلة اصدار الشيكات لتمويل انشطتهم التجارية والصناعية مما "يسهل" وضعهم في السجون واخراجهم من منافسة اباطرة اقتصاد الريع في تونس.
وشهدت السنوات الماضية دعوات متكررة لتغيير قانون الشيكات الذي يفرض عقوبة سجنية ب 5 سنوات على من أصدر شيك دون رصيد. وفي سبتمبر الماضي، كشف المرصد التونسي للخدمات المالية عن وجود أكثر من مليوني قضية شيك دون رصيد منشورة بالمحاكم.
ويُطالب قطاع واسع من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الاقتصادية بتغيير هذا القانون خاصة في ظل تدهور الأوضاع المالية بسبب جائحة كورونا. كما تؤكد عدة مصادر على وجود نحو 8 آلاف صاحب شركة موقوف على ذمة هذه القضايا.
وسبق لمجلس نواب الشعب المجمد أن تداول مشروع قانون جديد للشيكات، غير أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس سعيد في جويلية الفارط حالت دون إتمام المصادقة عليه.
كما تساهم قضية الشيكات في تعميق أزمة الاكتظاظ داخل السجون التونسية خاصة مع تفشي فيروس كورونا.
وتعاني السجون التونسية من اكتظاظ كبير، إذ قدّر تقرير سابق للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان نسبة الاكتظاظ داخل السجون ب150 بالمئة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى نسبة 200 بالمائة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.