للأسف الشديد، اعتاد معظم المواطنين مع حلول شهر الصيف خلال السنوات الماضية على ظاهرة غريبة وخطيرة ومثيرة للجدل، تتمثل في اندلاع حرائق خاصة عند ارتفاع درجات حرارة الطقس. الأمر المحير هو أن معظم هذه الحرائق يُعلن رسميًا أنها مفتعلة، أي مدبرة ومنظمة بطريقة ممنهجة لترهيب الشعب ولإزالة الأخضر واليابس في الجبال التي تعود ملكيتها للمجموعة الوطنية. وعادة ما توجه أصابع الاتهام إلى أعداء الله والوطن، وغالبًا ما يصعب تحديد هوية الجاني لأسباب معقدة. في الفترة القادمة، من الضروري أن يتجند كل تونسي متواجد في مناطق مهددة بالحرائق في كل ركن من أركان تونسنا الغالية. ويجب فتح خط أخضر متاح للمواطنين ليلاً ونهارًا بلا انقطاع للإبلاغ عن أي تحرك مشبوه ينذر بتنفيذ جريمة حرق الغابات، التي هي ملك للشعب. ولابد من تسليط أقصى العقوبات على من يتجرأ على تنفيذ جريمة حرق أي جزء من الجبال والغابات. لقد علمنا أنه سيتم قريباً اتخاذ الاحتياطات والتنسيق بين الأفراد والهياكل المعنية بأمن المناطق الغابية بكل فطنة وذكاء وجاهزية قصوى، وذلك من خلال طريقة عمل عصرية ومراقبة دائمة غير مسبوقة. وبإذن الله، سوف يتم القضاء على جرائم حرق الغابات، التي يمكن تصنيفها كنوع من الإرهاب وترهيب المواطنين وتشويه صورة البلاد التونسية والمساس بأمنها واستقرارها، والذي يبقى يهم كل التونسيين الوطنيين الأحرار. والله ولي التوفيق.