بعد "إحاطة سرّية".. الديمقراطيون يتحركون لمنع ترامب من ضرب إيران مجدداً    طقس الجمعة: الحرارة تصل الى 43 درجة بهذه الجهات    ملايين الدولارات.. مكاسب مالية ضخمة للهلال بعد تأهله في مونديال الأندية 2025    البيت الأبيض يرد على خامنئي    كأس العالم للأندية (المجموعة 8): ريال مدريد يسيطر على سالزبورغ ويتجنب مانشستر سيتي في دور ال16 (فيديو)    كأس العالم للأندية: الهلال السعودي ينتصر على باتشوكا و يضرب موعدا مع مانشستر سيتي في ربع النهائي    ولاية باجة تتصدر الولايات الاكثر تجيمعا للحبوب    الاتحاد الأوروبي يدعو ل"وقف فوري" لإطلاق النار في غزة وإسبانيا تطالبه بتعليق التعاون مع إسرائيل    تونس تحصد 4 جوائز في اختتام الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون    كيف سيكون طقس الجمعة 27 جوان 2025؟    اتفاق كبير يشمل غزة.. تفاصيل أحدث مكالمة بين ترامب ونتنياهو    رحلة أولى الى المطار ووحدة فندقية جديدة بوادر انتعاشة في الوجهة السياحية طبرقة عين دراهم    مع الشروق .. نظافة البيئة وجمالية البلاد.. ملفّ أمن قومي    إيلاء الأهمية للشّركات الأهلية    عاجل: المنظمة التونسية للأطباء الشبان ترد على وزارة الصحة    عاجل/ بداية من هذا التاريخ: تحويل أموال هذه الحسابات البنكية إلى خزينة الدولة..    جريمة مروعة في مصر.. أم تذبح ابنيها القاصرين وتقفز في النيل    باكالوريا 2025 ...امتحانات تعجيزية ونتائج كارثية    موقع أمريكي يكشف عن خطوة هامة سيتخذها ترامب بعد وقفه الحرب بين إيران وإسرائيل    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    عاجل: وزارة الصحة تصدر هذا البلاغ إلى الأطباء المقيمين في الطب الذين لم يختاروا بعد أماكن تربصاتهم    مؤشر التحول الطاقي 2025: تونس في المرتبة الثانية إفريقيا و62 عالميا    خطر النوبات القلبية يتراجع.. وظهور أمراض جديدة    الكاف: مركز التدريب والتكوين المهني بالكاف يشرع بداية من دورة الخريف القادم في العمل بطاقته القصوى (وكالة التكوين والتشغيل)    النصر السعودي يجدد عقد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حتى عام 2027    عرض مسرحي بتونس يُسلّط الضوء على العنف الرقمي في حق النساء    هيغسيث: بفضل العمل العسكري الحازم ضد إيران توفرت الظروف لوقف الحرب    اطلاق مشروع التقنيات المبتكرة لتحسين تعبئة الموارد المائية في تونس - منظمة "فاو"    بداية من جويلية.. تحويل أموال الحسابات البنكية غير النشطة إلى خزينة الدولة    وزير الإقتصاد يشارك في الإجتماع السنوي للبنك الآسيوي للإستثمار في البنية التحتية ويجري سلسلة لقاءات    احذروا ضربة الشمس: خطر حقيقي في صيف تونس!    الفنانة التشكيلية سهيلة عروس .. الجمعيات الثقافية تعاني من نقص الدعم ونعول على دعم المواطنين في قرقنة !    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مشروع "فرحة الهيشة" بوذرف: توسعة ب10 هكتارات واستثمارات ب35 مليون دينار    وزير التعليم العالي يدشن مقرّ المعهد العالي للهندسة الرقمية بتونس    كرة اليد: تونس تفوز على كوريا الجنوبية .. وتراهن على المركز 21    رسميا: نجم مستقبل المرسى يغادر الفريق    مقتل 29 تلميذا في إفريقيا الوسطى خلال امتحان البكالوريا    الدولي التونسي حمزة المثلوثي يعلن نهاية تجربته الاحترافية مع الزمالك المصري    سليانة: تقدم موسم الحصاد بنسبة 47 بالمائة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    أحكام سجنية في حق عصابة قصر تخصصوا في السرقات بعربات المترو    التحقيق في بلاغ مها الصغير ضد الفنان أحمد السقا بتهمة التعدي بالضرب والسب    السبت والاحد القادمان... شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة دون سيارات    عاجل/ حريق بمصنع للبلاستيك بهذه الجهة…    عاجل/ رئيس الدولة يتوعد هؤلاء بالمحاسبة..    عاجل/ ولاية تونس تصدر بلاغ هام للمواطنين..وهذه التفاصيل..    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    فرنسا: مصرع شخصين في عواصف رعدية عنيفة وانقطاع الكهرباء عن الآلاف    أخصائية نفسية: ''مانجحتش في الباك؟...أنا زاده عاودت العام وكانت من أجمل التجارب''    خطر خفي يهدد كبار السن.. اكتشاف علاقة مقلقة بين الاحتباس الحراري وعدوى قاتلة    يوم دراسي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في القطاع السينمائي والسمعي البصري    فتح أجزاء إضافية من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة للجولان    الدورة 25 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون: تتويج التلفزة الوطنية بثلاث جوائز في مسابقتين    لأول مرة في سيدي بوزيد.. إنقاذ مريض بتقنية دقيقة دون جراحة    في ''عز السخانة''.. لماذا يُنصح بشرب الماء الساخن لا البارد؟    طقس الأربعاء: شهيلي والحرارة تتراوح بين 36 و42 درجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق .. القطاع السّياحيّ .. قاطرة الاقتصاد المُعطّبة
نشر في الشروق يوم 31 - 10 - 2024

رغم جهود مختلف الحكومات في تونس في السنوات الأخيرة حتى تسترجع السياحة حيويتها ودورها كقاطرة للاقتصاد إلا ان تلك الجهود ظلت تصطدم في كل مرة بالبطء والارتباك وضعف الإرادة، وهو ما جعل القطاع يفقد "مجده" الذي كان سائدا قبل سنة 2011 وعمقت جائحة "كوفيد" سنة 2019 جراحه..وقد كانت تونس خلال السبعينات والثمانينات مثالا يُحتذى به في القطاع السياحي وكانت عديد الدول آنذاك "تتعلم" من التجربة التونسية الرائدة في هذا المجال ونقلتها إلى أراضيها في ما بعد.
ومنذ بداية التسعينات، دخلت تونس مرحلة سياحية جديدة تميزت بالخصوص بإرساء سياحة بديلة في المناطق الداخلية خاصة بالجنوب الغربي من خلال تطوير أقطاب متطوّرة للسياحة الصحراوية والواحيّة بجهات توزر ونفطة ودوز وقبلي ودعمها بمطار دولي في توزر. وهو التمشي نفسه الذي وقع اعتماده بجهة الشمال الغربي عبر إحداث قطب للسياحة الغابية والبيئية ومطار دولي بمنطقة طبرقة من ولاية جندوبة مع العمل على تطوير بقية المناطق السياحية التقليدية الممتدّة على الساحل وتحسين حالة المطارات فيها..
وقبل 2011 كانت الأرقام والمؤشرات السياحية في تونس تتّخذ من سنة إلى أخرى منحى تصاعديا ووقع تحقيق أرقام قياسية في عدد الزوار الأجانب من مختلف الدول وعلى مختلف الوجهات سواء الساحلية الشاطئية (الحمامات ونابل وسوسة والمنستير والمهدية وجربة وتونس العاصمة) أو المستحدثة بمنطقتي الجنوب الغربي والشمال الغربي. وكانت المؤسسات السياحية (نزل – وكالات أسفار..) تقدّم - رغم بعض النقائص- خدمات متطوّرة ومنتجات سياحية متنوعة ووقع استقطاب أبرز ماركات الفنادق العالمية.
وفي العشرية التي تلت 2011 دخل القطاع مرحلة صعبة نتيجة ما حصل من إرباك وإضعاف لأسباب عديدة أبرزها سياق الفوضى الذي برز بعد الثورة على مختلف الأصعدة ( اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا) وعدم اهتمام السلطات المتعاقبة بالملف الاقتصادي والتنموي جراء انشغالها بالشأن السياسي. فلم يلق القطاع السياحي تبعا لذلك الاهتمام نفسه من الدولة كالذي لقيه في عهد الرئيسين السابقين بورقيبة وبن علي وتفاقم وضعه نحو الأسوإ وفقد جاذبيته في الأسواق السياحية العالمية التي انتقلت نحو وجهات سياحية أخرى في العالم.
وقد أدّى كل ذلك إلى إضعاف القطاع ومؤسساته المختلفة من نزل ووكالات أسفار ومختلف الناشطين فيه فأغلق البعض أبوابه نهائيا واضطر البعض الآخر لتسريح العمال أو لبيع ممتلكاته . كما توقفت الحركة الجوية تقريبا في المطارين الجديدين الذين وقع إحداثهما بكل من طبرقة وتوزر باستثناء بعض رحلات الحج بالنسبة للأول وبعض الرحلات الداخلية للخطوط التونسية السريعة أو رحلة خط توزر باريس الذي تشغّله شركة ترانسافيا مرتين في الأسبوع فقط، بالنسبة للثاني.
اليوم أصبح من غير المقبول مزيد إضعاف قطاع السياحة والإبقاء على حالة الإرباك والتهميش التي أصبح يعاني منها في السنوات الأخيرة. فالأمر يتعلق بقطاع يمثل قاطرة للاقتصاد برمته تجرّ وراءها قطاعات الفلاحة والصيد البحري والخدمات والاستهلاك والصناعة والقطاع العقاري والصناعات التقليدية والحرف اليدوية وغيرها من المهن الأخرى التي تستفيد كلما كانت الحركية السياحية مرتفعة. والأهم من كل ذلك هو ما يوفره القطاع من مواطن شغل مباشرة وغير مباشرة، وما لذلك من انعكاسات اجتماعية إيجابية.
تتحمّل الدولة جانبا من المسؤولية في هذا المجال من خلال بذل أكثر جهود لتحسين البنى التحتية السياحية ولجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع السياحي وفرض تطبيق القانون بصرامة بالنسبة للمعايير والمواصفات في الخدمات السياحية المقدمة إلى جانب العناية بمسألة النظافة والبيئة وتطوير المسالك السياحية وخلق منتجات سياحية جديدة ( ثقافية فنية ورياضية وأثرية ..). وعلى القطاع الخاص لا سيما البنوك والمجموعات الاقتصادية الكبرى أن تتحرك بدورها لتطوير الاستثمارات السياحية وتنويع المنتجات السياحية المستحدثة التي أصبحت مطلوبة من السائح الأجنبي، على غرار دور الضيافة والمطاعم التي تعتمد على تثمين الأكلات المحلية وغيرها ودعم السياحة الثقافية والفنية..فذلك يمكن من النهوض مجددا بهذا القطاع حتى يسترجع دوره كقاطرة للاقتصاد برمّته.
فاضل الطياشي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.