تخطو الدول العربية خطوات متسارعة نحو المستقبل، مستثمرة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لتحقيق أهدافها في التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، إذ تواجه المنطقة تحديات كبرى وفرصاً واعدة بفضل الثورة الصناعية الرابعة. في هذا السياق، تتصدر السعودية وقطروالإماراتوالكويت ومصر والمغرب سباق الاستثمار في التقنيات المتقدمة، في مسعى لتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز مكانتها الاقتصادية العالمية. السعودية: استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية تعتزم المملكة العربية السعودية أن تصبح قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، إذ أطلقت مؤخراً شركة "آلات" برأسمال ضخم يصل إلى 100 مليار دولار. هذه الشركة، التي تمولها الحكومة السعودية من خلال صندوق الاستثمارات العامة، تركز على مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، والروبوتات، والمدن الذكية. تهدف السعودية من خلال هذه الخطوات إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، وجذب استثمارات عالمية في التكنولوجيا، وتعزيز تأثيرها السياسي والاقتصادي في المنطقة. قطر: منارة للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي بدورها، تقود قطر موجة جديدة من الابتكارات التكنولوجية، إذ استثمرت 2.5 مليار دولار لتعزيز مشاريع الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها من بين الدول العربية الرائدة في هذا المجال. وتشير التوقعات إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في قطر قد يصل إلى 1.9 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يعكس اهتمام الدولة بالاستفادة من هذه التقنيات لتحسين جودة الحياة وتعزيز الاقتصاد الوطني. الإمارات: اقتصاد رقمي بقيمة مليارية تعتبر الإمارات العربية المتحدة من بين أكثر الدول استثماراً في الابتكار التكنولوجي، حيث تضخ 3 مليارات دولار سنوياً لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي والأتمتة. وتشير التوقعات إلى أن هذه الاستثمارات ستضيف نحو 98 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي الإماراتي بحلول 2030. وتعد استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 جزءاً أساسياً من خطتها لتحويل البلاد إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار. الكويت: التحول الرقمي لدعم الاقتصاد الوطني أما الكويت، فتسعى إلى تحقيق أهداف رؤية 2035 من خلال توسيع استثماراتها في مجال التكنولوجيا. وتقدّر قيمة سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيها ب 39.8 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة. وتدعم الحكومة الكويتية مشاريع التحول الرقمي، مع التركيز على تعزيز خدمات الجيل الخامس والسادس، والبنية التحتية الرقمية، لضمان تحسين كفاءة الأعمال والخدمات. مصر: نحو اقتصاد رقمي مزدهر أطلقت الحكومة المصرية استراتيجية جديدة تهدف إلى خلق مليون فرصة عمل في مجالات التكنولوجيا بحلول عام 2030، وزيادة صادراتها الرقمية إلى 9 مليارات دولار بحلول 2026. تشمل الجهود المصرية التوسع في البنية التحتية للاتصالات وزيادة عدد أبراج الهاتف المحمول، بما يعزز قدرة البلاد على التحول إلى مركز تكنولوجي إقليمي. المغرب: طموحات للتحول إلى مركز للذكاء الاصطناعي يسعى المغرب إلى استغلال إمكانياته ليصبح رائداً إقليمياً في الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تصل قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في البلاد إلى 1.151 مليار دولار بحلول 2030. وتعمل المملكة على تعزيز البحث العلمي والتعليم في هذا المجال، بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية عالمية، لدعم التنمية التكنولوجية في قطاعات حيوية مثل الزراعة والصحة والطاقة. يمثل استثمار الدول العربية في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة خطوة واعدة نحو بناء اقتصادات أكثر تنوعاً واستدامة. ورغم التحديات، فإن التركيز على الابتكار والتحول الرقمي يمهد الطريق لمنطقة عربية أكثر قوة وقدرة على مواكبة تطورات العالم الرقمي، ويعزز مكانتها على الساحة الاقتصادية العالمية.