تستضيف المملكة العربية السعودية المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار في الرياض، خلال الفترة من 25 إلى 27 نوفمبر 2024، حيث تنظمه منصة "استثمر في السعودية" بالشراكة مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار. ويلتقي في هذا الحدث الذي يركز على تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام عن طريق توسيع فرص الاستثمار، مجموعة من أهم الشخصيات العالمية من القطاعين الحكومي والخاص، ومن كبار المستثمرين، وممثلي المنظمات والهيئات الدولية، والجهات ذات العلاقة بتنمية وتنويع وتعزيز الاستثمار. ويضم برنامج المؤتمر مجموعة من الفعاليات والمسارات المهمة؛ مثل الحوارات الوزارية رفيعة المستوى، والجلسات الحوارية المُعمّقة حول التقنية والاستدامة والتعاون الاقتصادي، بالإضافة إلى ورش العمل التي يقدمها الخبراء للعاملين في مجال الاستثمار. لقاءات مثمرة بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر، اجتمع وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ بمجموعة من مسؤولي عدد من كبرى الشركات السعودية بحضور مساعد وزير الاستثمار بالمملكة العربية السعودية. وتنشط هذه الشركات الحاضرة في اللقاء في مجالات وقطاعات مختلفة من ذلك المجال السياحي ومجال الطاقات المتجددة والتجارة والتعدين وصناعة مواد البناء والصناعات الكهربائية والتطوير العقاري وغيرها، هذا إلى جانب حضور مسؤولين من الصندوق السعودي للتنمية والبنك السعودي للتصدير والاستيراد. وكانت الجلسة التي حضرها سفير تونسبالرياض هشام الفراتي والوفد المرافق، مناسبة أكد خلالها الوزير على تميز العلاقات الثنائية بين تونس والمملكة العربية السعودية وعلى الحرص لمزيد تدعيمها وتوسيع مجالاتها. كما تم في نفس السياق تقديم لمحة حول تطور الوضع الاقتصادي في تونس خلال الفترة الأخيرة، مع ابراز ما توليه الحكومة التونسية من اهتمام بالاستثمار الخاص، المحلي والخارجي باعتباره من المحركات الأساسية للنمو وخلق فرص التشغيل والمساهمة في تحسين الأوضاع الاجتماعية. تونس وجهة استثمارية مرجعية وجرى التطرق، في ذات السياق، إلى العمل الجاري لمزيد تحسين مناخ الاستثمار والأعمال والى الإجراءات التي يتم العمل عليها بهدف ترسيخ الشفافية في المعاملات والحد من البيروقراطية وتوفير الإحاطة اللازمة للمستثمرين وأصحاب المشاريع في اطار تثمين ميزات تونس التفاضلية التي تجعل منها موقعا حيويا للنشاط وتطوير الأعمال من ذلك الموقع الجغرافي الاستراتيجي والانفتاح الاقتصادي وتوفر الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية بالإضافة إلى الاستقرار السياسي، داعيا الشركات السعودية إلى زيارة تونس والتعرف اكثر على الفرص المتاحة في مجالات أنشطتهم. وفي إطار اشغال المؤتمر، شارك سمير عبد الحفيظ في جلسة حوارية أكد من خلالها على أهمية دور الاستثمار الخاص في دفع النمو وخلق الثروة، مشددا على اهمية التلازم بين النمو الاقتصادي والرقي الاجتماعي وهو ما تحرص تونس على تجسيمه في سياساتها وبرامجها الإصلاحية والتنموية. هذا وحضر الوزير مرفوقا بسفير تونسبالرياض والوفد المصاحب في جلسة الافتتاح الرسمي للمؤتمر التي أشرف عليها وزير الاستثمار السعودي بحضور عدد هام من الوزراء وممثلي الحكومات ومسؤولي هياكل ووكالات دعم الاستثمار الخارجي والفاعلين الاقتصاديين والخبراء من عديد الدول. يشار الى ان تونس استقطبت استثمارات خارجية بقيمة 2.125 مليار دينار (632.5 مليون دولار) خلال الأشهر التسعة الاولى من العام الجاري وذلك وفقا لأحدث مؤشرات وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي التي بينت أن هذه الاستثمارات زادت 14.4 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من 2023. وتبين معطيات الوكالة انه بإمكان تونس بلوغ الهدف المرسوم لكامل السنة الحالية، المقدر ب 2.4 مليار دينار (764.3 مليون دولار) مبرزة في نفس السياق ان البلاد تعتزم في 2025 استقطاب استثمارات خارجية بقيمة 3.4 مليارات دينار (1.08 مليار دولار) على ان يصل هذا الرقم إلى 4 مليارات دينار (1.27 مليار دولار) في 2026.