شهد شهر نوفمبر 2024 تغيرًا غير مسبوق في السجلات المناخية لتونس، حيث سجلت درجات حرارة قياسية ونقصًا مقلقًا في معدلات هطول الأمطار. تشير البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للرصد الجوي إلى تحذير واضح من تداعيات التغير المناخي. درجات الحرارة: أرقام قياسية – معدل وطني استثنائي: بلغ متوسط درجات الحرارة الوطنية 18.8 درجة مئوية، متجاوزًا المعدل المرجعي (16.5 درجة مئوية للفترة 1991-2020) بفارق 2.3 درجة. وهذا يجعل نوفمبر 2024 الأدفأ منذ عام 1950. – تباين جهوي: تراوحت درجات الحرارة بين 14.9 درجة مئوية في تالة و20.6 درجة مئوية في جربة. كما بلغ متوسط درجة الحرارة القصوى 24.1 درجة مئوية، متجاوزًا المعدل الموسمي ب 2.6 درجة. – انخفاض متأخر: شهدت درجات الحرارة انخفاضًا ملحوظًا بعد 23 نوفمبر، مترافقًا مع أمطار وعواصف رعدية. الأمطار: نقص حاد – نسبة هطول ضعيفة: بلغ المتوسط الشهري للأمطار 536.6 ملم فقط، أي ما يعادل 52.1% من المعدل الطبيعي (1030.3 ملم). – تفاوت جهوي: بينما تجاوزت بعض المناطق كزغوان وسيدي بوزيد وصفاقس معدلاتها الطبيعية، عانت مناطق الجنوب، مثل توزر وقبلي وجربة، من شبه انعدام للأمطار. – أمطار مميزة: سجلت طبرقة 82.6 ملم، منها 23.2 ملم يوم 10 نوفمبر، بينما شهدت بنزرت 41.8 ملم يوم 11 نوفمبر. الرياح: ظواهر محلية بارزة – رياح قوية: تأثرت المناطق الجنوبية برياح شديدة في بداية الشهر، حيث وصلت سرعتها إلى 86.4 كم/ساعة في توزر يوم 1 نوفمبر. – رياح عاتية في الشمال: بين 20 و23 نوفمبر، سجلت مناطق الشمال والوسط هبوب رياح قوية، مثل 82.8 كم/ساعة في بنزرت يوم 22 نوفمبر. – التأثيرات: تسببت هذه الرياح في ظواهر محلية مثل العواصف الرملية في الجنوب. درس بيئي مهم يعد نوفمبر 2024 شهرًا غير مألوف ومقلق في تاريخ المناخ التونسي، حيث تؤكد درجات الحرارة القياسية والنقص الحاد في الأمطار على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة آثار التغير المناخي. هذه الظواهر تدعو إلى تعزيز السياسات البيئية لمجابهة التحديات المناخية المتزايدة.