أجرى وزير الشؤون الخارجية التونسي، محمد علي النفتي، زيارة رسمية إلى كوبنهاغن يوم الأربعاء، التقى خلالها نظيره الدانماركي لارس لوكا راسموسن، في جلسة خصّصت لتعزيز العلاقات الثنائية بين تونسوالدانمارك. وقد تميّز اللقاء بإعلانات ملموسة وإرادة مشتركة لبناء شراكة هيكلية في مجالات ذات اهتمام مشترك. لجنة اقتصادية ثنائية قيد الإعداد اتفق الوزيران على إنشاء لجنة للتعاون الثنائي، ستركّز بالأساس على مجالات الطاقات المتجددة والفلاحة المستدامة والصحة والصناعات الدوائية، وهي قطاعات تتمتّع فيها الدانمارك بخبرة متقدمة. وستتولّى هذه الهيئة الجديدة مهمة تحديد فرص التعاون الفعلية، بهدف توسيع التبادل الاقتصادي والتقني بين البلدين. رسالة قوية: افتتاح السفارة الدانماركيةبتونس في أوت رحّب الوزير التونسي بقرار الدانمارك فتح سفارة لها في تونس بداية من شهر أوت 2025، واصفًا هذه الخطوة بأنها "رسالة قوية تعكس الثقة في الدور الإقليمي لتونس". ويأتي هذا الانفتاح الدبلوماسي المنتظر منذ فترة طويلة ليعزّز علاقة قائمة بين البلدين منذ سنة 1959. و في ظلّ سياق جيوسياسي متوتّر، أكّد الوزيران تقاربهما في وجهات النظر بخصوص عدة ملفات إقليمية ودولية، خصوصًا مع اقتراب رئاسة الدانمارك الدورية للاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من سنة 2025. و جدّد محمد علي النفتي التأكيد على الموقف الثابت لتونس الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، مدينًا بشدّة الانتهاكات الإسرائيلية التي وصفها ب"الإبادة الجماعية"، ومجدّدًا دعم تونس لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. لقاء مع رئيس البرلمان الدانماركي و بالتوازي مع اللقاء الوزاري، أجرى وزير الخارجية التونسي محادثات مع سورن غادي ينسن، رئيس البرلمان الدانماركي. و قد تناولت المباحثات سبل تطوير العلاقات البرلمانية، والتحديات الإقليمية المشتركة، ودعم جهود الإنعاش الاقتصادي في تونس، في إطار من الشفافية والحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية. و دعا النفتي، في هذا السياق، إلى دعم فعّال لاسترجاع الأموال المنهوبة في الخارج، مشددًا على أهمية الدعم البرلماني الأوروبي لمرافقة جهود الإصلاح والاستقرار في تونس. المتوسط كفضاء للسلم انتهز الوزير الفرصة للتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي، وعلى جدوى المبادرة التونسية المصرية الجزائرية من أجل استقرار ليبيا، باعتبارها عنصرًا محوريًا في أمن المنطقة بأسرها. كما جدّد التزام تونس بجعل البحر الأبيض المتوسط فضاءً للحوار والسلام، وهو هدف استراتيجي تتقاسمه مع الدانمارك. و تؤكد هذه الزيارة الرسمية الزخم المتزايد في العلاقات التونسيةالدانماركية، والتي باتت ترتكز على مبادرات ملموسة، وحضور دبلوماسي جديد في تونس، وديناميكية مشتركة تقوم على الابتكار، والتنمية المستدامة، والتعاون متعدد الأطراف.