تحوّل صراع العمالقة إلى كارثة… على المستوى المالي. فقد اهتزّت الساحة المالية، يوم الخميس 5 جوان، على وقع مواجهة عن بُعد بين دونالد ترامب و إيلون ماسك، و هما شخصيتان نافذتان بقدر ما هما مولعتان بإثارة الجدل. النتيجة الفورية : سهم شركة تيسلا ينهار بنسبة 14%، ومعه تتبخّر رسملة سوقية تبلغ 152 مليار دولار. في يوم واحد فقط، وبسبب شجار تافه مدفوع بصدام "الأنا"، خسر إيلون ماسك قرابة 34 مليار دولار من ثروته الشخصية. حمية قاسية وسريعة. الزلزال المالي سببه مشادة كلامية بين الرئيس الأميركي و الملياردير الذي كان يوماً يُعتبر "صديقه". فمنذ أن قطع ماسك علاقته بترامب، لم يفوّت فرصة لانتقاد الإدارة الأميركية. في المقابل، لم يتأخر ترامب في الردّ، إذ فجّر قنبلة صغيرة على منصة Truth Social بقوله : "أسهل طريقة لتوفير المليارات هي بإلغاء الإعانات المقدّمة لشركات ماسك". الترجمة ؟ انتبهوا، قد يتم قريباً إغلاق صنابير التمويل العمومي. و هنا يكمن جوهر المسألة. فرغم أن ماسك يحب تقديم نفسه كعبقري مستقل، فإن نجاحه يستند جزئياً إلى دعم عمومي ضخم بلغ 38 مليار دولار ضُخت في شركاته على مرّ السنين. وحدها سنة 2024 شهدت تلقي سبيس إكس وتيسلا وغيرها تمويلاً قدره 6.3 مليارات دولار. لذا، حين يتحدث ترامب عن وقف هذا الدعم، فإن الأسواق تسمع: "إنذار أحمر". وتردّ بعقاب قاسٍ. ثروة أغنى رجل في العالم، و التي قُدّرت أمس ب369 مليار دولار، تراجعت إلى 335 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات. صحيح أنه لا يزال بعيداً عن الفقر، لكن الهبوط صادم. و إذا استمر الأمر بهذا النسق، فقد يضطر ماسك قريباً إلى شراء سيارات تيسلا مستعملة. أما المستثمرون، فلا يجدون في الأمر ما يُضحك. فبعيداً عن صراع الشخصيات، قد تؤدي هذه المشاحنة إلى تقويض مستقبل تيسلا من حيث التنظيم، خصوصاً في ما يتعلق بمشاريع القيادة الذاتية، وهو قطاع تبقى فيه موافقة السلطات الفدرالية عنصراً حاسماً. المفارقة العجيبة : بعد فوز ترامب في انتخابات 2024، قفز سهم تيسلا بأكثر من 80%. لكن يبدو أن الحبّ لا يدوم طويلاً في حزام السيليكون. ما بدأ كزواج مصلحة، انتهى اليوم بطلاق اقتصادي كلّف غالياً… على الصعيدين النفسي و البورصي.