تصاعد التوتر في البحر المتوسط بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي لسفينة إنسانية كانت متجهة إلى غزة تصاعدت حدة التوتر في مياه البحر المتوسط إثر اعتراض الجيش الإسرائيلي لسفينة "مادلين" الإنسانية، التي تم احتجازها في عرض المياه الدولية أثناء توجهها نحو قطاع غزة. و كان على متنها 12 متطوعًا دوليًا، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام، والصحفي في قناة الجزيرة عمر فياض. المهمة، التي أطلقتها "ائتلاف أسطول الحرية"، كانت تهدف إلى كسر الحصار البحري المفروض رمزيًا على غزة منذ عام 2007. و قد انطلقت السفينة مطلع شهر جوان من ميناء كاتاني الإيطالي، وكانت محملة بمساعدات إنسانية تشمل أدوية ومواد غذائية وتجهيزات طبية. و في بيان صدر السبت، أكدت وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) أن سفينة "مادلين" تم اعتراضها في المياه الدولية قبل أن تُسحب إلى ميناء أشدود الإسرائيلي. و أضافت أن الركاب يخضعون حاليًا لعمليات تحديد الهوية و التحقيق، تمهيدًا لإعادتهم السريعة إلى بلدانهم الأصلية. رد فعل دولي سريع و لم يتأخر رد فعل المجتمع الدولي. فقد ندّدت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، بما وصفته بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي البحري"، مطالبةً بريطانيا والسلطات الأوروبية بالتدخل الفوري للإفراج عن طاقم السفينة. و كتبت على منصة "إكس": "سفينة مادلين لم تشكل أي تهديد لأمن إسرائيل. لقد كانت في مهمة إنسانية مشروعة. ولا يحق لإسرائيل اعتراضها في أعالي البحار". و بحسب "ائتلاف أسطول الحرية"، فقد انقطع الاتصال بطاقم السفينة عقب ظهور زوارق عسكرية إسرائيلية وتحليق طائرة مسيّرة ألقت مادة مجهولة على سطح السفينة. و قد أُطلقت صافرات إنذار، مما أكد اقتراب تنفيذ عملية عسكرية. و أظهرت صور نشرتها القوات الإسرائيلية عملية اعتقال النشطاء على متن السفينة. من جانبها، نشرت النائبة الأوروبية ريما حسن، التي كانت تتابع المهمة مباشرة، مقطع فيديو على منصة "إكس" أرفقته بتعليق: "لقد وصلوا". سفينة رمزية ضمن حملة طويلة تُعد "مادلين" السفينة رقم 36 التي يتم تسييرها ضمن إطار "حركة أسطول الحرية"، وهو ائتلاف من منظمات غير حكومية دولية ينشط ضد الحصار المفروض على غزة. وتحمل السفينة اسم مادلين كلاب، أول امرأة تمتهن الصيد البحري في غزة، والتي أصبحت رمزًا للصمود الفلسطيني، بعد أن قُتل والدها خلال حرب عام 2023. و ليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها إحدى سفن القافلة الإنسانية لهجوم. ففي ماي الماضي، تعرضت سفينة "ضمير"، وهي إحدى سفن القافلة، لأضرار جراء ضربة بطائرة مسيّرة إسرائيلية. و كان وزير دفاع الاحتلال، يؤاف غالانت، قد أصدر أمرًا بمنع "أي سفينة من اختراق المياه الإقليمية باتجاه غزة". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "سيطر على السفينة دون عنف"، وأنه بدأ إجراءات الترحيل الفوري للنشطاء.