يتواصل التصعيد العسكري بين إيران و إسرائيل بوتيرة متسارعة. فقد أعلنت القوات المسلحة الإيرانية، اليوم السبت، أنها استهدفت مقاتلة إسرائيلية من طراز F-35 غرب البلاد، مشيرة إلى أن الطيار اضطر إلى القفز بالمظلة. و نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" هذه المعلومة، التي لم تؤكدها مصادر مستقلة، فيما نفت إسرائيل بشكل قاطع صحة هذه الادعاءات. و بحسب بيان الجيش الإيراني، يأتي هذا الهجوم في إطار ردّ أوسع على الغارات الإسرائيلية المتواصلة في عدة مناطق داخل البلاد. و أضاف البيان أن الدفاعات الجوية الإيرانية تمكنت من إسقاط مقاتلتين من طراز F-35 و"عدد كبير" من الطائرات المسيّرة. و لا يزال مصير الطيارين مجهولاً حتى الآن، فيما أفادت نفس المصادر بفتح تحقيق في الحادثة. نفي قاطع من تل أبيب في المقابل، صرّح مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، طالباً عدم كشف هويته، أن ما نشرته طهران هو "أخبار كاذبة"، مؤكداً أن "الأنباء التي تتحدث عن تدمير مقاتلتين إسرائيليتين لا أساس لها من الصحة على الإطلاق". تصاعد في عمليات التسلل والردود العسكرية في السياق ذاته، تتهم إيران إسرائيل بانتهاكات متكررة لأجوائها، خصوصاً من خلال إرسال طائرات مسيّرة لأغراض استطلاعية. وقد أكدت التلفزة الإيرانية الرسمية أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرات إسرائيلية مسيّرة فوق منطقة سلماس، الواقعة على الحدود الشمالية الغربية، مشيرة إلى أن تلك المسيّرات كانت في مهمة استطلاعية. كما تم الإبلاغ عن غارات أخرى في محافظة لرستان، حيث تم إسقاط أربع طائرات مسيّرة إضافية، وفقاً لما صرّح به نائب حاكم مدينة خرم آباد ونقلته وكالة "تسنيم" شبه الرسمية. تصعيد يبعث على القلق منذ تصاعد التوترات في شهر أفريل، كثّف الطرفان من عملياتهما العسكرية الهجومية والدفاعية، ما يثير مخاوف من انزلاق نحو حرب إقليمية شاملة. ويُعد استخدام الطائرات المسيّرة والمقاتلات الشبحية مثل F-35، إلى جانب التصريحات المتضاربة بشأن الخسائر، عاملاً رئيسياً في حرب إعلامية تجعل من الصعب التحقق من الوقائع بشكل مستقل. و تبقى أنظار المجتمع الدولي شاخصة نحو هذا التصعيد، في ظل تنامي الدعوات داخل مجلس الأمن الدولي إلى التهدئة الدبلوماسية ووقف التصعيد.