شهد الصراع العسكري بين إيران وإسرائيل تصعيدًا غير مسبوق في ليلة الجمعة إلى السبت، 14 جوان 2025، حيث تبادلت القوتان سلسلة من الضربات والهجمات المضادة، بينما امتدت التهديدات بالرد الانتقامي لتشمل القواعد الأمريكية في المنطقة. ردٌّ إيراني «أشد عشرين مرة» قيد التنفيذ أعلن المتحدث باسم الجيش الإيراني، اليوم السبت، أن الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل ليست سوى بداية، متوعدًا بأن الردّ المقبل سيكون «أشد بعشرين مرة» من الضربات السابقة. و وفقًا لوكالة فارس، فإن الحرب التي أشعلتها الضربات الإسرائيلية ستتسع خلال الأيام القادمة لتشمل جميع المناطق المحتلة و القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. و توعدت السلطات الإيرانية بتوجيه ضربات «مؤلمة و حاسمة»، متهمة الكيان الإسرائيلي بتجاوز «الخطوط الحمراء»، ولا سيما عبر تنفيذ اختراقات استهدفت العمق الإيراني بشكل مباشر. توغلات متبادلة و ردود نارية في وقت مبكر من صباح اليوم، شنّ الجيش الإسرائيلي موجة جديدة من الغارات، استهدفت بالأساس القواعد الجوية الإيرانية في كل من همدان و تبريز، إضافة إلى منشآت حساسة في منطقة أصفهان، من بينها وحدة لإنتاج معدن اليورانيوم و مختبر نووي. من جهتها، أكدت إيران أنها فعّلت بشكل مكثّف أنظمة الدفاع الجوي، خصوصًا حول مجمّع مطار مهرآباد في طهران، حيث تسببت مقذوفات في اندلاع حرائق، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية. كما سُمع دويّ انفجارات في عدّة أحياء من العاصمة الإيرانية، من بينها حكيمية، طهرانبارس، وحي بيروزي شرق المدينة. و في الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام إيرانية بإسقاط طائرات مسيّرة إسرائيلية كانت في مهمة استطلاعية في منطقة سلماس شمال غرب البلاد. تنامي التحذيرات و فوضى معلوماتية تتقاطع التصريحات الرسمية مع سيل من المعلومات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي وصفتها السلطات الإيرانية بأنها «غير موثوقة». و دعت وزارة الدفاع الإيرانية السكان إلى عدم الانجرار وراء صور الدمار المزعومة في مبنى محطة مهرآباد، مؤكدة أن المدارج والمنشآت الأساسية لم تتعرض لأي ضرر. و خلال الليل، صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات إسرائيلية قامت، ولأول مرة منذ اندلاع المواجهات، بالتحليق فوق طهران، في خطوة تهدف بوضوح إلى إظهار تفوق جوي ونفسي في صراع آخذ في التدويل يومًا بعد يوم. نحو مواجهة إقليمية شاملة؟ تمثّل تهديدات إيران باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية تطورًا خطيرًا في مسار النزاع، قد تحوّله من صراع ثنائي إلى أزمة إقليمية شاملة، مع ما قد يستتبعه من ردود عسكرية محتملة من قبل واشنطن أو من حلفائها الخليجيين. من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن بلاده ستواصل تنفيذ ضربات مخططة ضد أهداف إيرانية، متهمًا النظام الإيراني باستهداف المدنيين الإسرائيليين عمدًا. و هكذا، ومع انخراط القوتين الإقليميتين في مواجهة عسكرية مباشرة، سيكون لمسار التصعيد في الأيام المقبلة أثر بالغ على استقرار الشرق الأوسط. وإذا نفّذت إيران وعيدها بتوسيع نطاق الضربات، بما في ذلك نحو القواعد الأمريكية، فإن النزاع قد يتحوّل إلى أزمة ذات أبعاد عالمية، سياسية و اقتصادية و إنسانية.