طال التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط عالم كرة القدم. فقد تعذّر على المهاجم الإيراني لنادي إنتر ميلان، مهدي طارمي، مغادرة طهران للالتحاق بفريقه في لوس أنجلوس، حيث يبدأ النادي الإيطالي هذا الأسبوع مشاركته في مونديال الأندية. السبب : إغلاق المجال الجوي الإيراني، في أعقاب التصعيد العسكري بين إسرائيل و إيران. وضع أمني شديد التوتر مهدي طارمي، البالغ من العمر 32 عامًا، لم يتمكن من الصعود على متن الطائرة المتجهة إلى الولاياتالمتحدة انطلاقًا من العاصمة الإيرانية. و كان المهاجم قد شارك، يوم الثلاثاء، في مباراة حاسمة ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث سجّل هدفًا ضد كوريا الشمالية. لكن الوضع الأمني تدهور بشكل مفاجئ يوم الجمعة، عقب هجوم إسرائيلي واسع استهدف عدة مواقع عسكرية و نووية إيرانية. و ردًا على ذلك، شنّت إيران ضربات انتقامية، فيما أعلنت السلطات عن إغلاق تام للمجال الجوي حتى إشعار آخر، مما أدى إلى شلل تام في حركة الطيران التجاري. و قد أسفرت هذه التطورات عن سقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى في إيران وفي الأراضي المحتلة، أغلبهم من المدنيين. الإنتر يبدأ من دون نجمه هذا التعطيل المفاجئ حرم نادي إنتر ميلان من أحد عناصره الأساسية. فطارمي، الذي يُعد من أبرز لاعبي المنتخب الإيراني، كان قد ساهم بشكل حاسم في تأهل إيران إلى كأس العالم 2026، التي ستقام في الولاياتالمتحدة و كندا والمكسيك. و يبدأ الفريق اللومباردي صفحة جديدة، بعد هزيمته القاسية بنتيجة 5-0 أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أسبوعين. و قدّم النادي، يوم السبت، مدربه الجديد كريستيان تشيفو في لوس أنجلوس، قبيل انطلاق البطولة بمواجهة نادي مونتيري المكسيكي، المقررة يوم الثلاثاء. عهد جديد لإنتر ميلان كريستيان تشيفو، المدافع الروماني السابق، يعرف البيت الميلاني جيدًا. فقد دافع عن ألوان "النيراتزوري" بين عامي 2007 و 2014 و خاض 169 مباراة بقميص الفريق و حقّق معه الثلاثية التاريخية في عام 2010 (الدوري الإيطالي، كأس إيطاليا ودوري الأبطال). و هو يخلف سيموني إنزاغي، الذي غادر بشكل مفاجئ لتدريب نادي الهلال السعودي. و قال تشيفو خلال تقديمه الرسمي : «تدريب نادٍ بحجم إنتر ميلان شرف عظيم، لكنه مسؤولية ثقيلة أيضًا. أنا هنا لأبذل قصارى جهدي وتشريف هذا النادي في البطولة». و رغم غياب مهدي طارمي، يأمل نادي إنتر ميلان في التألق خلال هذا المونديال المُحمَّل بالتوتر، في عالم باتت فيه الحدود بين الرياضة و الجيوسياسة أكثر هشاشة من أي وقت مضى.