تنطلق اليوم الإثنين 16 جوان 2025 مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية، المخصصة لتلاميذ السنة السادسة من التعليم الأساسي، والتي تُعد من أكثر المحطات التعليمية ترقّبًا في تونس. و تمتدّ الاختبارات على مدى ثلاثة أيام، من 16 إلى 18 جوان، بمشاركة عدد قياسي من المترشحين بلغ هذه السنة 64.065 تلميذًا، أي بزيادة ملحوظة تقدّر ب5.113 تلميذًا مقارنة بدورة 2024. رهان حاسم في المسار الدراسي تُجرى المناظرة في مختلف ولايات الجمهورية (28 ولاية)، وتُعدّ محطة مفصلية بالنسبة للعديد من العائلات التونسية، إذ تُنظر إليها باعتبارها بوابة نحو التفوق والامتياز. ففي دورة 2024، لم تتجاوز نسبة المقبولين 6,24٪ من إجمالي المشاركين، وتمكّنوا من الظفر بمقاعد في واحدة من المدارس الإعدادية النموذجية ال28 المنتشرة في البلاد. و تُخصّص هذه السنة 3.850 مقعدًا لفائدة التلاميذ الأعلى ترتيبًا، من بينها 975 مقعدًا في ولايات تونس الكبرى (بنظام نصف الإقامة)، و2.875 مقعدًا في بقية الولايات (بنظام الإقامة الكاملة). و يُعدّ المعهد النموذجي بسوسة صاحب أكبر عدد من المقاعد المخصصة (250 مقعدًا)، في حين لا يتجاوز عدد المقاعد في معاهد زغوان وتوزر وتطاوين وقبلي 50 مقعدًا لكل منها. ويُذكر أن نسبة النجاح في مناظرة 2024 بلغت 39,67٪، غير أن التلاميذ الذين نالوا معدلًا أقل من 15/20 لم يُسمح لهم بالالتحاق بالمدارس النموذجية. برنامج ثابت، وجدولة متقدّمة تم تقديم موعد المناظرة هذه السنة مقارنة بدورة 2024 (التي نُظّمت بين 20 و22 جوان)، وذلك لتزامن التواريخ السابقة مع عيد الأضحى (عيد الكبير). وتغطي الاختبارات خمس مواد موزّعة على ثلاثة أيام: * الإثنين 16 جوان: اللغة العربية (من 8:00 إلى 9:00) واللغة الإنجليزية (من 9:30 إلى 10:15) * الثلاثاء 17 جوان: اللغة الفرنسية (من 8:00 إلى 9:00) والإيقاظ العلمي (من 9:30 إلى 10:30) * الأربعاء 18 جوان: الرياضيات (من 8:00 إلى 9:00) و تتميّز دورة هذا العام بمشاركة مكثّفة من الإناث، إذ تبلغ نسبة الفتيات 55٪ (35.127 تلميذة) مقابل 45٪ من الذكور (28.938 تلميذًا). النتائج في بداية جويلية أكّدت وزارة التربية أن الإعلان الرسمي عن النتائج سيكون يوم الأحد 4 جويلية 2025، فيما يُنتظر أن تُرسل أولى الإشعارات عبر الرسائل القصيرة قبل ذلك بعدة أيام. وفي حال عدم بلوغ معدل 15/20، قد تُمنح استثناءات استثنائية لبعض الحالات، على غرار ما حدث في دورات سابقة. و يُشار إلى أن التلاميذ الذين لم يتمكّنوا من الالتحاق بالمدارس النموذجية سيتم تسجيلهم آليًا في السنة السابعة من التعليم الإعدادي العادي، دون أن يؤثر ذلك على مسارهم الدراسي المستقبلي. و في سياق تواجه فيه المدرسة العمومية التونسية تحديات متعدّدة، تبقى مناظرة السادسة رمزًا قويًا للتميّز والجدارة، ويعكس ارتفاع عدد المترشحين ما توليه العائلات التونسية من أهمية قصوى للنجاح الدراسي.