إجلاء ركاب سفينة ضمن "أسطول الصمود"بعد تعرضها لعطل    اتصالات تونس، شركة رائدة في مجال أمن المعلومات    الحماية المدنية: 392 تدخلا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    مفزع بالأرقام..ارتفاع معدّلات الطلاق في تونس..    وزارة الفلاحة: خطة عاجلة للتوقي من الحشرة القرمزية في نابل والقصرين    الدورة الثانية للصالون المهني في الصناعات التقليدية تنعقد من 6 الى 12 اكتوبر 2025    معهد الإحصاء: 150 ألف تونسي غادروا البلاد خلال ال 5 سنوات الأخيرة    تعاون مغربي-هندي: إطلاق صناعة مدرعات متعددة المهام لدعم القدرة الدفاعية المحلية    بطولة افريقيا للناشئين للتنس: المنتخب الوطني يتوج بخمس ميداليات    اطار بنكي يستولى على أموال الحرفاء..!!    الجمعية التونسية لطب العائلة تنظّم المؤتمر الطبي العائلي يومي 4 و 5 أكتوبر القادم بالعاصمة    تصفيات كأس العالم: المنتخب الوطني للسيدات يغادر السباق من الدور الثاني    البطولة الالمانية : شتوتغارت يفوز على كولن 21    عاجل: وفاة الملاكمة إيرينا سينيتسكايا بطلة العالم ثلاث مرات    الرابطة الأولى: برنامج الدفعة الثالثة من مواجهات الجولة الثامنة ذهابا    المغرب: توقيفات جديدة منعا لمظاهرة "جيل زد 212" الشبابية المطالبة بإصلاحات اجتماعية    الدورة الخامسة لصالون التشغيل في تونس يومي 2 و3 اكتوبر المقبل    عاجل وهام للتوانسة: الوكالة التونسية للإنترنت تفتح باب الترشح ل 11 وظيفة    طفل ال14 سنة يتعرض لمحاولة "براكاج"..وهذه التفاصيل..    الدورة العاشرة من    يهم منخرطي"الكنام"..تنبيه للمواطنين..#خبر_عاجل    عاجل/ رئيس الغُرفة الوطنيّة للقصّابين يحسمها ويكشف حقيقة التخفيض في سعر لحم العلوش الى 40 دينار..    البطولة الإيطالية : ميلان يتغلب على نابولي بهدفين لهدف ويقفز للصدارة    الجامعة التونسية لرياضة المعوقين توضّح وضعية رؤي الجبابلي في بطولة العالم بنيودلهي: التفاصيل    البطولة الفرنسية : ليون يفوز على ليل 1-0 ويتقاسم الصدارة مع سان جيرمان    كل ما تريد معرفته عن موعد وصول ''أسطول الصمود'' : اخر المستجدات    Titre    عضو نقابة الزياتين بالساحلين: نحتاج دعمًا للترويج وتنويع الأسواق خارج أوروبا    إيران تعدم أحد أبرز جواسيس الموساد: خفايا اختراق قواعد البيانات الحساسة    18 شهيدا برصاص وقصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ إسرائيل ترفع حالة التأهب استعداداً لوصول أسطول الصمود..    عاجل/ أسطول الصمود يقترب من غزة .. وهذه الدولة ترسل سفينة حربية لمرافقته..    كيف سيكون طقس اليوم؟    أحمد العميري: تصريحات غير دقيقة أحدثت بلبلة في ملف اللحوم الحمراء    عاجل: المهدية: التصويت على عدم سحب الوكالة من نائب المجلس المحلي    جدل في الحمامات حول الصلاة داخل المعهد: نقابة التعليم الثانوي تحذّر من الزجّ بالمؤسسات التربوية في التجاذبات    أنفلونزا أم كورونا.. كيف أفرّق عند الإصابة بالفيروسات المتشابهة؟    وزير الخارجية يلتقي في واشنطن عددا من أبناء الجالية التونسية    فنان عربي مشهور ينجو من حادث سير... وهذا ما قاله..    في تعاونهما الأول: درة زروق تشارك أحمد العوضي بدراما رمضان    النِّسرُ والحَيّةُ    أولا وأخيرا: مشيخة الشارع والفيسبوك    صفاقس: بين جبنيانة والعامرة: تفكيك مخيّمات الأفارقة    سامي بن عامر يعرض 35 لوحة من أعماله الجديدة في قصر خير الدين    توّجت في الدورة 23 لمهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي : قراءة نقدية في المسرحية التونسية «على وجه الخطأ»    مع الشروق : استفيقوا.. فالخطر داهم    منصة "إبراز" للتونسية لينا الأزعر تفتح قريبا أبواب مقرها الجديد في قلب لندن    انطلاق التسجيل في البرنامج العلمي للجمعية التونسية للعلوم الشرعية – فرع المرسى    قبل ما تبدا خدمتك.. هذا الدعاء يجيبلك التوفيق والرزق    قابس: تقديرات بزيادة تفوق 10 بالمائة في صابة الرّمان..    موسم الزراعات الكبرى: توفير ضعف الكميات من البذور الممتازة    قرقنة: اعادة الروح لبرج الحصار التاريخي    اليوم العالمي للقلب: شنو تاكل باش قلبك ينجو؟    منوبة: تركيز نقطة بيع للحوم الحمراء المستوردة بالسوق البلدي    طقس متقلب.. شوية مطر وشمس في أغلب الجهات    زغوان:احتفال جهوي باليوم العالمي للسياحة تحت شعار "السياحة والتحول المستدام"    مؤتمر علمي للأطباء يركز على ترشيد استهلاك المضادات الحيوية والصحة النفسية    شذرات في ذكرى إرتقاء سماحة السيد: علاجُ فقدِك أعمارنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم الثامن من الحرب: إيران تكثّف ضرباتها، إسرائيل في حالة تأهّب، وواشنطن متردّدة
نشر في تونس الرقمية يوم 19 - 06 - 2025

دخل الصراع الإيراني-الإسرائيلي يومه الثامن مع تصعيد ملحوظ في وتيرة الضربات من الجانب الإيراني. فقد أعلن الحرس الثوري الإيراني عن موجة جديدة من الهجمات المركّبة باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، استهدفت حصريًا مواقع عسكرية. ووفقًا للسلطات الإيرانية، فقد تمّ إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة هجومية وانتحارية.
ضربة صاروخية تطال مدينة بئر السبع وتخلّف إصابات وأضرار جسيمة
من بين أبرز الهجمات التي شهدها اليوم، أصاب صاروخ برؤوس متعددة ويزيد وزنه عن 300 كغ مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل بشكل مباشر، ما أسفر عن إصابة 18 شخصًا، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وتحدثت الشرطة المحلية عن أضرار مادية جسيمة طالت مباني سكنية ومركبات وبُنى تحتية مدنية.
الهدف الرئيسي: الحديقة التكنولوجية في بئر السبع
استهدفت الضربة مجمّع "غاف-يام نيغيف تك بارك"، وهو مركز استراتيجي يضم شركات تكنولوجية كبرى مثل IBM وPayPal وDell وCyberArk، بالإضافة إلى وحدات عسكرية متخصصة في الأمن السيبراني. كما يقع هذا المجمع قرب جامعة بن غوريون ومستشفى سوروكا، الذي استقبل سبعة جرحى تمّ إجلاؤهم في حالة من الذعر أثناء القصف.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي، نقلت عنه القناة 12، أن الصاروخ الإيراني كان يحمل شحنة متفجرة عالية القدرة، تسببت في اهتزاز كامل للمحيط، بما في ذلك الوحدات العسكرية المعنية بالدفاع السيبراني (C4I). كما اندلع حريق قرب مكاتب شركة Microsoft، بحسب ما نقلته شبكة CNN.
الرد الإسرائيلي: ضربات مباشرة على طهران
في المقابل، أعلنت القوات الإسرائيلية عن تنفيذ سلسلة ضربات ليلية استهدفت منشآت متعددة في طهران، من بينها مراكز لإنتاج الصواريخ وأهداف عسكرية حساسة، بالإضافة إلى موقع مرتبط بالأبحاث النووية.
وأفادت إسرائيل أيضًا بأنها نجحت في تصفية مسؤول عسكري إيراني رفيع المستوى، وتدمير ثلاث منصات لإطلاق الصواريخ كانت جاهزة للاستخدام. ووفق المعطيات، سبقت هذه الهجمات الإسرائيلية عملية إطلاق الصاروخ الإيراني الذي استهدف بئر السبع بساعات.
ترامب يُبقي القرار العسكري معلقًا
في واشنطن، لا تزال حالة التردد سائدة. فقد صرّح الرئيس دونالد ترامب بأنه لم يتّخذ بعد قرارًا بشأن تدخل عسكري مباشر، قائلًا: «أفضل أن أقرّر في اللحظة الأخيرة». من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أنّ القرار الاستراتيجي سيتّخذ خلال أسبوعين.
هذا التردد الأميركي يثير قلقًا متزايدًا في تل أبيب، حيث تخشى السلطات من انسحاب طويل الأمد لحليفها الرئيسي. ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كانت إسرائيل تتوقع حسمًا سريعًا من جانب ترامب خلال 48 ساعة، إلا أنها باتت مضطرة للانتظار.
تصعيد دبلوماسي: موسكو وإسلام آباد ترفعان النبرة
من موسكو، حذّر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، من أي محاولات لتغيير النظام في إيران، واصفًا التكهنات حول استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي ب«الخطيرة وغير المسؤولة»، مشيرًا إلى أنّ ذلك سيؤدي إلى تشدد داخلي وأزمة إقليمية كبرى.
أما باكستان، الجارة الشرقية لإيران، فقد أعربت عن مخاوفها من إمكانية زعزعة حدودها في حال حدوث انهيار محتمل للسلطة في طهران. كما نبّه قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، من استغلال الجماعات الانفصالية لهذا الوضع الهش.
حصيلة بشرية واعتقالات في إيران
أفادت منظمة حقوقية أميركية بأن الضربات الإسرائيلية على إيران أسفرت خلال أسبوع عن مقتل 657 شخصًا وإصابة 2,037 آخرين، من بينهم 263 مدنيًا، إضافة إلى مقتل 164 عنصرًا من قوات الأمن.
وفي سياق موازٍ، أعلنت الشرطة الإيرانية في محافظة خوزستان اعتقال شخص يُشتبه في كونه عميلًا لجهاز الموساد، إلى جانب أربعة مؤيدين له في مدينة مسجد سليمان، بتهمة نشر الشائعات وتصوير مواقع حساسة والتحريض على أعمال شغب.
حرب مكلفة لإسرائيل
بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، يتكبّد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر بمئات ملايين الدولارات يوميًا جراء هذا الصراع. وحدها منظومة الدفاع الجوي (اعتراضات، بطاريات القبة الحديدية، وغيرها) تكلّف ما يصل إلى 200 مليون دولار يوميًا، مما يزيد من الضغط الاقتصادي على الدولة العبرية.
وقد تسببت الضربات الإيرانية في مقتل 24 شخصًا وإصابة المئات خلال أسبوع داخل إسرائيل. في المقابل، تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيمًا إعلاميًا يحول دون حصول وسائل الإعلام الدولية على الأرقام الحقيقية.
نحو تحوّل إقليمي؟
يشكّل اليوم الثامن تصعيدًا نوعيًا في مسار الحرب. فلجوء إيران إلى صواريخ متعددة الرؤوس تستهدف مناطق تكنولوجية وسيبرانية حساسة يكشف عن نية لضرب القدرات الرقمية والاستراتيجية لإسرائيل.
أما الصمت النسبي من جانب الولايات المتحدة، فيُعدّ خروجًا عن نهجها التقليدي، ما قد يُعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة. وإذا امتنعت واشنطن عن التدخل العسكري، فإن طهران قد ترى في ذلك فرصة لتعزيز جبهتها الشيعية المتمثلة في إيران وسوريا وحزب الله.
لكن في المقابل، فإن تدخّلًا أميركيًا مباشراً من شأنه أن يفتح أبواب التصعيد على مصراعيها، مع تداعيات تطال سوق النفط (الذي يشهد ارتفاعًا للأسبوع الثالث تواليًا) والأمن العالمي، خاصة في حال استهداف منشآت نووية مثل فوردو.
وبذلك، يتحوّل الصراع بين إيران وإسرائيل إلى النقطة الجيوسياسية الأكثر توترًا وخطورة في عام 2025. والعالم يترقّب قرار واشنطن الحاسم وهو يحبس أنفاسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.