في تصعيد عسكري غير مسبوق، تبادلت إسرائيل وإيران عشرات الضربات الجوية والصاروخية منذ فجر اليوم الأربعاء، ما أدى إلى حرائق وأضرار مادية واسعة، وسقوط عشرات الجرحى، وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا دولية فاعلة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ خلال الساعات الأخيرة غارات مكثفة على العاصمة الإيرانيةطهران، شاركت فيها 50 طائرة مقاتلة، واستهدفت مواقع عسكرية وصناعية وصفت بأنها مرتبطة بتطوير البرنامج النووي الإيراني، بينها منشآت لإنتاج أجهزة الطرد المركزي وصواريخ أرض-أرض. كما أكدت تل أبيب اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة أطلقت من إيران، اثنتان منها فوق البحر الميت، وأخرى في شمال البلاد، في حين استهدفت غارة إسرائيلية جامعة الإمام الحسين العسكرية شرقي طهران، دون ورود تقارير عن وقوع إصابات. في المقابل، أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بداية التصعيد، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي. وشهدت الساعات الأولى من فجر اليوم إطلاق وابل من الصواريخ، بينها صواريخ "فتّاح" الفرط صوتية التي أعلن الحرس الثوري الإيراني استخدامها لأول مرة ضمن المرحلة الحادية عشرة من عملية "الوعد الصادق 3″. وأكد الحرس الثوري أن هذه الصواريخ – التي تبلغ سرعتها بين 13 و15 ماخًا ومدى يصل إلى 1400 كيلومتر – تمكنت من اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وألحقت أضرارًا بالغة بالملاجئ والمنشآت. واعتبر أن الهجوم الصاروخي يبعث برسالة واضحة إلى واشنطن، التي وصفها ب"الحليفة المحرّضة لتل أبيب". وبحسب موقع "آرمي تكنولوجي" المتخصص في الشؤون الدفاعية، فإن صواريخ "فتّاح" تتمتع بقدرات مناورة فائقة بفضل نظام توجيه متطور وفوهة متحركة، ما يمنحها دقة عالية في ضرب الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي. وفي الداخل الإيراني، أعلنت السلطات المحلية في ورامين (جنوب شرق طهران) إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية، كما أكد التلفزيون الإيراني إسقاط أخرى في إقليم أصفهان. وفي تل أبيب، دوت أصوات الانفجارات طوال الليل، وذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 94 شخصًا أصيبوا جراء الضربات الإيرانية، تم نقلهم إلى المستشفيات. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن فشل بعض منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصواريخ، ما تسبب في حرائق وأضرار لعدد من المباني، خصوصًا في وسط البلاد وشمالها. وفي ظل هذا التصعيد المتواصل، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية أن إيران لا تزال تملك ترسانة تُقدّر ب1800 صاروخ باليستي، ما يثير القلق من إمكانية استمرار الضربات في الأيام المقبلة. في الأثناء، تلوح في الأفق مؤشرات على دخول الولاياتالمتحدة على خط المواجهة، مع صدور تصريحات عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دعا فيها إيران إلى "الاستسلام دون شروط"، ولوّح بإمكانية استهداف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، ما ينذر بمزيد من التصعيد والتدهور الإقليمي.