يوم الثلاثاء 24 جوان 2025، ستتحول مدينة سوسة، ليوم واحد، إلى ملتقى استراتيجي للصناعات التونسية في مجالي الطيران و السيارات. و ينظم المركز الفني للصناعات الميكانيكية والكهربائية (CETIME)، بالتعاون مع "نوفايشن سيتي" وعدد من الفاعلين المؤسسيين والصناعيين، الدورة الثانية من "اللقاءات القطاعية"، وهو حدث يُعنى بالابتكار و البناء المشترك و التعاون الاستراتيجي. حدث محفّز للصناعة التونسية و من المقرر أن تحتضن "نوفايشن سيتي" هذا اللقاء رفيع المستوى، الذي سيجمع أبرز الفاعلين في قطاعات الميكاترونيك، وصناعة السيارات، والطيران، بالشراكة مع كل من GITAS، وFEDELEC، وFIPA، وFNM، وAHK، وELENTICA، وCRMN، وMECATRONIC. و سيفتتح اللقاء بكلمة ترحيبية تلقيها وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، تليها عروض تقديمية حول قطاع الطيران التونسي و"الميثاق الوطني للسيارات". و سيتمحور برنامج اليوم حول ثلاث جلسات تفكير موضوعاتية، تهدف إلى تحديد احتياجات الصناعيين، وتصميم مشاريع مشتركة، وخلق ديناميكيات جديدة بين المؤسسات الصغرى والمتوسطة، والشركات الكبرى، والهياكل العمومية، ومراكز البحث. كما يتضمن البرنامج زيارة ميدانية لمركز الموارد التكنولوجية التابع لCETIME، إلى جانب فضاء مخصص للشركات الناشئة وفرص التشبيك، تؤثثه مأدبة غداء على شكل كوكتيل. المركز التقني للصناعات الميكانيكية و الكهربائية : فاعل محوري في التحول الصناعي تأسس المركز التقني للصناعات الميكانيكية و الكهربائية سنة 1982 و يخضع لإشراف وزارة الصناعة و يُعدّ شريكًا تقنيًا مرجعيًا للمؤسسات الصناعية التونسية. و يضم حاليًا أكثر من 110 موظفين موزعين على مقراته في كل من منوبةوسوسة وصفاقس، ويحتوي على 15 مخبرًا تقنيًا تغطي مجالات التجارب والتحليل والقياس والطاقة والميكاترونيك والتصنيع الإضافي. و يُعد مركز الموارد التكنولوجية في سوسة منشأة متطورة، مجهزة بمنصات ميكانيكية وإلكترونية متقدمة تُعنى بالنمذجة الأولية، والتصنيع عالي السرعة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتطوير الدوائر الإلكترونية (PCB)، وتجميع اللوحات الإلكترونية. مساهمة كبيرة في الاقتصاد التونسي تضم الصناعات الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية (IME) حوالي 914 مؤسسة تشغّل أكثر من 10 عمال، وتوظف قرابة 158 ألف شخص. و تمثل هذه القطاعات 46% من إجمالي الصادرات التونسية، أي ما يعادل 28,7 مليار دينار سنة 2024، منها 76,6% موجهة نحو الاتحاد الأوروبي. أما قطاع صناعة السيارات، فيضم 195 مؤسسة (منها 149 مؤسسة مصدّرة كليًا)، ويحقق لوحده 3,1 مليارات يورو من الصادرات سنة 2024، ويمثل 7% من القيمة المضافة الصناعية للبلاد، ويؤمن نحو 89 ألف موطن شغل. من جهته، يضم قطاع الطيران 40 مؤسسة متمركزة أساسًا في سوسة وبن عروس، وقد شهد نموًا سريعًا في رقم معاملاته، حيث تضاعف 15 مرة خلال عشر سنوات. ففي سنة 2021، بلغ 1,2 مليار دينار، مع تسجيل 20% من الإنتاج العالمي في شكل تعهيد لدى مؤسسات تونسية. موعد استراتيجي لمستقبل الصناعة التونسية من خلال استثمار خبراته وبنيته التحتية، يهدف المركز التقني للصناعات الميكانيكية و الكهربائية "CETIME" إلى جعل هذه اللقاءات القطاعية رافعة فعلية للتحديث، والاستثمار، والتحول المستدام للقطاعات الاستراتيجية في تونس. و تتمثل النتائج المرجوة في خلق مشاريع تعاونية، واقتراح حلول عملية لمواجهة التحديات الصناعية الراهنة، وتعزيز الشراكات الوطنية والدولية. و تأتي دورة 2025 في سياق واضح : إعداد الصناعة التونسية لمواجهة التحولات التكنولوجية و الاقتصادية العالمية، من خلال استثمار المواهب، والآليات، والطموحات المشتركة.