شهدت ناقلة نفط تحمل حوالي مليون برميل من الخام انفجارًا يوم الجمعة 27 جوان 2025، بينما كانت تبحر على بُعد نحو 80 ميلاً بحرياً من السواحل الليبية، وفقًا لمعلومات أوردتها شركة «فانغارد» المتخصصة في الأمن البحري. الناقلة المعنية، المسماة «فيلامورا»، هي ناقلة نفط عملاقة بسعة 158 ألف طن وزن ثقيل، ترفع علم جزر مارشال وتُشغلها شركة «TMS Tankers» اليونانية. وقد وقع الانفجار في غرفة المحركات، مما أدى إلى غمر هذه المنطقة الحيوية بالمياه. ولم يُسجّل وقوع أي إصابات بشرية أو تسرّب نفطي، بحسب المعلومات الأولية المتوفرة. حادث تحت السيطرة وتحقيقات لا تزال غامضة انضم قارب القَطر «بوكا ساميت» إلى الناقلة «فيلامورا» بعد ظهر السبت قبالة سواحل بنغازي، وبدأ في سحبها نحو اليونان. ووفقًا لمعطيات نظام التعريف الآلي (AIS) التي نقلتها «Pole Star»، كان السفينتان تتجهان مساء الأحد نحو وجهتهما النهائية بسرعة متوسطة قدرها 4 عقد. ومن المتوقع وصولهما يوم 2 جويلية. وكانت الناقلة قد غادرت قبل أيام قليلة ميناء الزويتينة الليبي محمّلة بالنفط الخام ومتجهة نحو جبل طارق. وأكدت شركة «TMS Tankers» أن الحادث لم يُخلّف أي ضرر بيئي، رغم الكمية الكبيرة من النفط المنقول على متنها. ورغم أن أسباب الانفجار لا تزال غير معروفة حتى الآن، لم يستبعد بعض الخبراء فرضية هجوم بواسطة «لغم مغناطيسي» يُثبّت تحت خط الماء، وهو أسلوب سبق ذكره في عدة حوادث مشابهة بالبحر المتوسط منذ مطلع السنة. توقفات مريبة في الموانئ الروسية ووفقًا لشركة «فانغارد»، كانت الناقلة «فيلامورا» قد توقفت مرتين خلال الأشهر ال12 الماضية في موانئ روسية: الأولى في ميناء أوست-لوغا، والثانية في منطقة البحر الأسود، يُرجّح أنها كانت قرب سوتشي أو نوفوروسيسك، وهو ميناء رئيسي لصادرات الخام الروسي والكازاخي. ويُعقّد التشويش القوي على إشارات GPS في تلك المنطقة إعادة بناء المسار الدقيق للسفينة. وقد أثارت هذه التوقفات في روسيا شكوكًا كبيرة، لا سيما وأن ناقلات أخرى زارت موانئ روسية مؤخرًا كانت قد تعرضت لانفجارات منذ جانفي 2025، مثل الناقلات «Seajewel» (مالطا)، «Seacharm» (جزر مارشال)، «Grace Ferrum» (ليبيريا) و«Kola» (أنتيغوا وبربودا). تهديد متزايد لمسارات الطاقة البحرية في المتوسط إن انفجار ناقلة النفط «فيلامورا» قبالة السواحل الليبية يُعيد تسليط الضوء على هشاشة مسارات شحن الطاقة في حوض البحر الأبيض المتوسط. ورغم عدم وقوع ضحايا أو أضرار بيئية فورية، فإن السياق الجيوسياسي وسلسلة الحوادث المتشابهة تدفع نحو ضرورة توخي الحذر. وستُبيّن التحقيقات الجارية ما إذا كان هذا الحادث يندرج ضمن سلسلة هجمات ممنهجة أو مجرد خلل تقني معزول.