قبل أيام قليلة من انطلاقه الرسمي، يرفع مهرجان بنزرت الدولي من وتيرة الحراك الثقافي في تونس. إذ تعدّ الدورة الثانية والأربعون لهذا الحدث الرمزي، التي ستقام من 15 جويلية إلى 19 أوت 2025، بأن تكون غنية بالتنوع الفني والإبداعي. ورغم أن البرنامج الكامل لن يُكشف عنه إلا يوم الجمعة 4 جويلية خلال ندوة صحفية، فإن الجهة المنظمة رفعت الستار عن عدد من الأسماء اللامعة التي ينتظرها الجمهور بشغف. خاتمة بنكهة "الرڨوج" وأمسية افتتاحية وفية للتراث من بين أبرز اللحظات المنتظرة، سهرة الاختتام يوم 19 أوت التي سيؤمنها الشقيقان عبد الحميد وحمزة بوشناق من خلال عرضهُما الجديد «الرڨوج». وبعد النجاح الذي حققاه سنة 2023 بعرض «عشق الدنيا»، يعد الفنانان جمهورهما بعرض موسيقي غير مسبوق على ركح المسرح الروماني المكشوف ببنزرت. أما الفنان الشاب مرتضى فتيتي، الذي لقي ترحيبًا واسعًا خلال مشاركته في الدورة الماضية، فسيعود هذه السنة أيضًا بحفل مرتقب بشدّة. وعلى صعيد المشاركات الدولية، سيكون الجمهور على موعد مع الفنان اللبناني وائل جسّار، الذي سبق له أن أبهج الحضور خلال دورة 2022. وسيشاركه السهرة الفنان السوري الشامي، الذي يسجّل هذه السنة مشاركته الأولى في المهرجان. عرض افتتاحي ضخم يروي "رحلة أجيال" وفي تصريح له على موجات الإذاعة الوطنية، أعلن مدير المهرجان لطفي الصفاقسي أنّ البرنامج يتضمن ما بين 18 و19 عرضًا فنيًا. كما كشف عن عرض افتتاحي ضخم يحمل عنوان «رحلة أجيال»، في أول إنتاج أصلي يُقدّم في سهرة الافتتاح منذ سنة 2010. هذا العرض سيحتفي بالموروث الموسيقي لمدينة بنزرت، من خلال تكريم رموز مثل خميّس ترنان وفَيْصل رجيبة، بمشاركة نحو 70 فنانًا وفنانة من مناطق ماطر ورأس الجبل ومنزل عبد الرحمان. وقد أسندت مهمة الإخراج ليُسري مقداد. توازن بين التراث والعصر… وبلطي حاضر ومن بين الأسماء البارزة أيضًا، يؤكد مغني الراب التونسي بلطي حضوره ضمن هذه الدورة، في خطوة تجسّد سعي المهرجان إلى التوفيق بين الأصالة والحداثة. كما ستُعرض أربعة عروض أجنبية، اثنان منها في إطار برامج التعاون الثقافي، من بينها حفل لموسيقى الجاز والبلوز قادم من السنغال. كندا تحضر بصوتها الشرقي ومن بين المحطات اللافتة لهذه الدورة، ستفتتح "جوقة التراث الشرقي" القادمة من كندا جولتها الصيفية يوم 6 أوت من مدينة بنزرت، في إطار الشراكة الثقافية التونسية–الكندية. وستواصل الجوقة عروضها لاحقًا في مهرجان المنستير الدولي وليالي الجم السيمفونية. هوية بصرية تحتفي بالخصب والبحر كما كشف المهرجان عن الملصق البصري الرسمي للدورة الثانية والأربعين، والذي يجمع بين الرمزية والهوية المحلية. ويتضمن سنبلة قمح ذهبية ترمز إلى الوفرة، وحورية بحر تنبعث من الأمواج، في تجسيد بصري يعكس التلاقي بين الأرض المعطاءة والخيال البحري، على غرار الثراء التاريخي والشعري الذي تتميز به مدينة بنزرت.