تدرس شركة إمبراير البرازيلية، ثالث أكبر مصنع للطائرات التجارية في العالم، بشكل جدي إمكانية إقامة وحدة صناعية مباشرة في تونس. وقد استقبل مقر الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الخارجي (FIPA-Tunisia) مؤخرًا وفدًا رفيع المستوى من الشركة، في إطار محادثات انطلقت منذ ماي 2025. خطوة جديدة في مسار التعاون تمثل هذه الزيارة الرسمية مرحلة مفصلية في الحوار القائم بين إمبراير والسلطات التونسية، وتهدف إلى تقييم ظروف إرساء استثمار صناعي مباشر للشركة في تونس، خاصة من خلال إدماج البلاد في سلسلة القيمة العالمية التابعة للمجموعة البرازيلية. وقد قاد الوفد فرانسيسكو موراييس، نائب رئيس قسم الطيران التجاري لأفريقيا بالشركة، حيث أتيحت له الفرصة للاطلاع عن كثب على القدرات الصناعية التونسية، خصوصًا في مجالات الصناعات المغذية، والهندسة، وتوفير اليد العاملة الكفأة. اهتمام متزايد بالقطب الجوي التونسي تضم تونس أكثر من 80 مؤسسة ناشطة في مجال الصناعات الجوية، وتشغّل أكثر من 17 ألف شخص في هذا القطاع. وتُعزز الموقع الجغرافي القريب من أوروبا، إضافة إلى التحفيزات الجبائية والبُنى التحتية المتخصصة، جاذبية البلاد لدى كبار المستثمرين العالميين. وبحسب معطيات FIPA، فإن هذه المبادرة قد تفضي إلى إقامة موقع إنتاج أو تجميع، يُخصص لدعم عمليات إمبراير في أفريقيا، ومنطقة المتوسط، وربما أوروبا. وتشهد إمبراير حاليًا نموًا ملحوظًا في السوق الإفريقية، وتسعى إلى توسيع شراكاتها الاستراتيجية في القارة. وستمثّل الإقامة في تونس الأولى من نوعها في شمال إفريقيا، ما يعكس رغبة في ترسيخ تواجد طويل الأمد. آفاق واعدة للتعاون الصناعي ورغم أن المشروع لا يزال في مرحلة الاستكشاف الأولية، فإن الطرفين يُبدون تفاؤلًا بشأن فرص نجاحه. أما بالنسبة لتونس، فإن هذا التعاون المرتقب يمثّل نقلة نوعية ضمن استراتيجيتها للارتقاء الصناعي وتوسيع شبكة شركائها الدوليين. ويُؤكّد اهتمام إمبراير المتزايد بتونس على تعاظم موقع البلاد كقطب صناعي واعد في شمال إفريقيا. وفي حال تجسيد المشروع، فمن المرجّح أن يشكّل منعطفًا استراتيجيًا لصناعة الطيران التونسية، عبر تعميق اندماجها في سلاسل القيمة العالمية، وتحقيق انعكاسات اقتصادية وتكنولوجية كبرى. تعليقات