أعلنت شركة فولفو السويدية لصناعة السيارات، المملوكة لمجموعة جيلي الصينية، يوم الإثنين عن تسجيل خسارة استثنائية قدرها 11,4 مليار كرونة سويدية (حوالي مليار يورو). وترتبط هذه الخسارة المالية، المسجّلة في نتائج الربع الثاني من عام 2025، بشكل مباشر بتصاعد التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدة والصين، إضافة إلى تأخر إطلاق سيارتها الرياضية الكهربائية المتعددة الاستخدامات EX90. وفي بيان صحفي، أوضحت فولفو للسيارات أن هذه الخسارة تعود أساساً إلى عدم قدرتها على بيع طرازها الكهربائي ES90 بشكل مربح في السوق الأمريكية. فقد فرضت الإدارة الأمريكية رسوماً إضافية بنسبة 25٪ على السيارات المستوردة، دخلت حيز التنفيذ مطلع شهر أبريل، ضمن سياق الحرب التجارية الجارية. وحتى في السوق الأوروبية، أقرت الشركة بأن هوامش الربح لطراز ES90 تتعرض لضغوط، مما يجعل الجدوى الاقتصادية محل شك. وأشارت فولفو أيضاً إلى تأخيرات كبيرة في طرح سيارة EX90 في الأسواق، وهي سيارة محورية في استراتيجيتها للتحول نحو السيارات الكهربائية. وقد أدّت هذه التأخيرات إلى زيادة في تكاليف التطوير وانخفاض حاد في الربحية. وتتوقع الشركة أن تؤثر هذه الخسارة على صافي أرباحها للربع الثاني بقيمة تصل إلى 9 مليارات كرونة، في تقرير مرتقب صدوره في 17 جويلية. إعادة هيكلة صناعية وتسريحات في الوظائف لمواجهة هذه التحديات، شرعت فولفو للسيارات في أبريل الماضي بإعادة توزيع جغرافي لعملياتها الإنتاجية. وأعلن المدير التنفيذي للشركة، هوكان صامويلسون، عن تعزيز عمليات التجميع المحلي في الولاياتالمتحدة، لا سيما في مصنعها بولاية كارولاينا الجنوبية، بهدف تجاوز الحواجز الجمركية الجديدة. وفي الوقت ذاته، أطلقت الشركة خط إنتاج جديد لطراز EX30 الكهربائي في مدينة غنت البلجيكية، في إشارة إلى تركيز استراتيجي متزايد على الأسواق الأوروبية. لكن هذه الخطوات الصناعية رافقها تعديل اجتماعي، تمثّل في تسريح نحو 3,000 موظف في نهاية مايو، أي ما يعادل حوالي 15٪ من موظفي المكاتب لدى المجموعة. وتهدف هذه التخفيضات إلى مواءمة التكاليف الهيكلية مع واقع قطاع السيارات المتقلب. وهكذا، بين ضغوط الرسوم الجمركية في الولاياتالمتحدة، وتأخيرات في الإنتاج، وخفض في عدد الموظفين ، تعكس شركة فولفو للسيارات الهزات التي يشهدها قطاع السيارات العالمي، في ظل تسارع وتيرة التحول الكهربائي وتصاعد الاضطرابات التجارية. ويُتوقع أن يكون النصف الثاني من عام 2025 حاسماً في جهود النهوض الصناعي والمالي لصانع السيارات السويدي. تعليقات