تتزايد حدة التوترات في جنوبسوريا، لا سيما في منطقة السويداء، المعقل التاريخي للطائفة الدرزية. فقد اندلعت خلال الأيام الأخيرة موجة عنف دامية بين دروز وقبائل بدوية محلية. وفي مواجهة تصاعد المواجهات، نشرت دمشق قواتها العسكرية، مما أثار رداً إسرائيلياً غير مسبوق. خلف هذا التصعيد، تقف طائفة، ونظام سوري يعيد تشكيل تحالفاته، وتدخل متزايد من قبل إسرائيل التي تؤكد حرصها على "حماية الدروز". طائفة فريدة متمسكة باستقلاليتها يشكل الدروز أقلية دينية انبثقت من الإسلام الإسماعيلي في القرن الحادي عشر. وهم منتشرون في سوريا ولبنان وإسرائيل والأردن، ويُقدَّر عددهم بحوالي مليون نسمة في المنطقة. في سوريا، يتركز وجودهم في محافظة السويداء جنوباً، قرب الجولان المحتل من قبل إسرائيل. وتُعرف هذه الطائفة بتماسكها وتمسكها بهويتها الخاصة، وقد حاولت طويلاً تجنب الانخراط في الصراعات الكبرى، خصوصاً الحرب الأهلية السورية. لكن رفضها الانضمام قسراً إلى الجيش السوري، وحرصها على الاحتفاظ بقوات دفاع محلية خاصة بها، ظلّ يثير التوترات مع النظام المركزي. اشتباكات دامية وتدخل من دمشق بدأت الجولة الأخيرة من المواجهات نهاية الأسبوع المنقضي، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الدروز والقبائل البدوية، أسفرت عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى. وقد قررت الحكومة السورية التدخل عسكرياً، لتندلع اشتباكات بين الجيش السوري وبين الفصائل الدرزية المحلية. وقد أثارت هذه الحملة العسكرية غضب جزء من أبناء الطائفة، حيث دعا بعض رموزها إلى توفير حماية دولية، متهمين النظام بالسعي إلى "الاجتثاث". إسرائيل تدخل على الخط من جانبها، تتابع إسرائيل التطورات عن كثب، حيث كثف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصريحاته، مشدداً على "المسؤولية الأخلاقية" تجاه دروز سوريا، مشيراً إلى الروابط الدينية والتاريخية والعائلية مع نحو 130 ألف درزي في إسرائيل، يشارك الكثير منهم في الجيش منذ خمسينيات القرن الماضي. وقد نفذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية قرب السويداء، مؤكدة أنها تهدف إلى منع أي هجوم محتمل ضد السكان الدروز. تعليقات