أظهر آخر تقرير حول الظرف الطاقي، الصادر عن المرصد الوطني للطاقة و المناجم، أنّ الموارد التونسية من الغاز الطبيعي سجّلت تراجعًا بنسبة 11 % مع موفّى ماي 2025، لتبلغ 809 كيلو طن مكافئ نفط (ktep). و يشمل هذا المجموع كلاً من الإنتاج الوطني و الإتاوة الجبائية المتأتية من عبور الغاز الجزائري عبر الأراضي التونسية. انخفاضات ملحوظة في عدد من الحقول الاستراتيجية سجّل إنتاج الغاز الجاف التجاري انخفاضًا بنسبة 5 % مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024. كما تراجعت الإتاوة المتأتية من عبور الغاز الجزائري، التي تُعدّ عنصرًا هيكليًا في الموارد الطاقية للبلاد، بنسبة 18 % لتستقرّ في حدود 335 ktep مع موفّى ماي 2025. و من أبرز الحقول المتأثرة : * حقل حَسْدْرُوبَل : تراجع بنسبة 11 % * حقل نوّارة : انخفاض حاد بنسبة 34 % * حقل ميسكار : تراجع طفيف بنسبة 1 % و في المقابل، برز الإنتاج في الجنوب التونسي بتسجيله ارتفاعًا بنسبة 17 %، مما ساهم في التخفيف جزئيًا من الانخفاض على المستوى الوطني. ضغط متزايد على الواردات أمام هذا التراجع الهيكلي، ارتفعت واردات الغاز الجزائري بنسبة 24 %، لتصل إلى 1056 ktep مع نهاية ماي 2025. و قد سمح ذلك بزيادة إجمالية بنسبة 7 % في الإمدادات الوطنية، ليبلغ المجموع 1811 ktep خلال الفترة نفسها. و تعكس هذه الاستراتيجية المعتمدة على التوريد اعتمادًا متزايدًا على الجزائر، في سياق إقليمي يتّسم بتقلّب الأسواق الطاقية والضغوط المسلّطة على الإنتاج المحلي. توزيع الإتاوة و تسوية مرتقبة و يُذكّر التقرير بأنّ 84 % من الإتاوة الغازية تُخصّص للشركة التونسية للكهرباء و الغاز (STEG)، فيما يُوجَّه الباقي نحو التصدير. و قد تمّ خلال سنة 2024 تسجيل تجاوز في كميات الغاز المسحوبة من طرف الشركة بلغ 219 مليون متر مكعّب من الحصة المخصصة للدولة و تخضع هذه الوضعية حاليًا لإجراءات تسوية. و تطرح هذه المسألة إشكالية حوكمة تدفّقات الطاقة بين المؤسسات العمومية ، في ظرف أصبحت فيه مسألة الأمن الطاقي رهانا حيويا. و بالتالي، يكشف bilan الظرف الطاقي مع موفّى ماي 2025 عن تراجع ملحوظ في الإنتاج الوطني من الغاز، زاد من حدّته انخفاض إتاوة عبور الغاز الجزائري. و إن كانت الدولة قد تمكّنت من تعويض جزء من هذا التراجع من خلال الترفيع في الواردات ، فإنّ هذا المنحى يسلّط الضوء على هشاشة النموذج الطاقي الحالي في تونس، ويؤكّد الحاجة الملحّة إلى تسريع نسق الاستثمار في الاستكشاف و النجاعة الطاقية و الطاقات البديلة. تعليقات