تعيش البلاد منذ بداية هذا الأسبوع على وقع موجة حر شديدة تمّ على إثرها تسجيل درجات حرارة قياسية تجاوزت المعدّلات العادية لشهر جويلية بما يغادل ال 7 درجات تقريبا، و قد أصدر المعهد الوطني للرّصد الجوي جملة من التوصيات في هذا الخصوص. و حسب عدد من المختصين في الشأن البيئي فإنّ ارتفاع درجات الحرارة له تأثيرات كبيرة على عدّة قطاعات كالفلاحة و التنمية و الخدمات و حتى النّسق العادي لحياة الانسان و من بين التّداعيات الهامة التي قد تحدث نجد أساسا تبخّر المياه، مياه البحر و مياه السّدود أيضا ما يعني أنّ موجة الحرّ قد يكون لها تأثير مباشر نوعا ما على مياه الشّرب… حول هذا الموضوع أفاد اليوم الخميس الخبير في التنمية و الموارد المائيّة حسين الرّحيلي في تصريح لتونس الرّقمية، بأنّ تونس تعيش منذ سنوات على وقع ارتفاع متواصل لدرجات الحرارة و على أشهر عديدة، إذ أنّ ارتفاع درجات الحرارة متواصل على امتداد 9 أشهر تقريبا، و هو ما يخلّف معدّل تبخّر في السّدود ما بين 650 و 700 ألف متر مكعب. و أوضح الرّحيلي أنّه بالنّسبة لهذه السّنة و استثنائيا يوم 25 جوان بلغ التّبخر ذروته ب 815 ألف متر مكعّب من مياه السّدود و بالتالي إذا ما تمّت مقارنة المعدّلات المسجّلة بتاريخ 25 جوان ب المعدّلات التي قد تسفر عنها موجة الحرّ الحالية و التي بلغت فيها درجات الحرارة ال 47 و 48 درجة و حتى 51 درجة، فإنّ مستويات تبخرّ مياه السّدود ستكون كبيرة جدا. و من المرجّح وفق الخبير في الموارد المائيّة فإنّ يوم الاثنين، 21 جويلية 2025، و هو اليوم الذّي شهد ذروة ارتفاع درجات الحرارة ان يشهد أيضا تبخّر مياه السّدود معدّلات قياسية و قد يبلغ مليون متر مكعب. تبخّر يؤثّر بالضّرورة على مخزونات السّدود و تركّز الأملاح و أكّد الرّحيلي انّ هذا التّبخر الكبير للمياه و الناتج عن ارتفاع حرارة الطّقس يؤثّر بالضّرورة على تراجع مياه السّدود و التي هي في حدود 35 % من طاقة الاستعاب. بالإضافة إلى أنّ هذا التّبخر الكبير للمياه سيؤثّر على تركز الأملاح و بالتالي فإنّ المياه في السّدود ستكون أكثر ملوحة، مما سيشكّل صعوبة على مستوى المعالجة بمحطّة غدير القلة، إذ سيصعب على الشّركة الوطنية لاستغلال و توزيع المياه معالجة هذه المياه و التقليص من نسبة الملوحة لتكون بين 1.2 و 1.4، و بالتالي سيشعر المواطن بذلك خاصة على مستوى نوعية المياه و مستوى الملاوحة و ذلك عند ارتفاع درجات الحرارة. و أشار المتحدّث أنّه بالاضافة إلى هذه الإشكاليات فإنّ تقادم تجهيزات وشبكة الشّركة سيكون له أيضا دور و تأثير على نوعيّة مياه الشّرب التي يتحصّل عليها المواطن خاصة خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة. تعليقات