فازت مسرحية "الهاربات" للمخرجة وفاء الطبوبي بجائزة أفضل عمل متكامل في مسابقة الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" التي نظمها المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد من 24 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025. وتبلغ قيمة هذه الجائزة 30 ألف دينار تونسي. وتمّ الإعلان عن المتوجين في هذه الدورة خلال حفل رسمي احتضنته قاعة الفن الرابع بالعاصمة مساء السبت 8 نوفمبر ، بحضور ثلة من أهل المسرح والثقافة والإعلام. وفاز الممثل نعمان حمدة بجائزة أفضل أداء درامي رجالي (10 آلاف دينار) عن دوره في مسرحية "سقوط حر" وهي مسرحية من إخراجه. أما جائزة أفضل أداء درامي نسائي (10 آلاف دينار)، فقد آلت إلى الممثلة فاطمة بن سعيدان عن دورها في مسرحية "الهاربات" للمخرجة وفاء الطبوبي. وتحصلت مسرحية "جاكرندا" للمخرج نزار السعيدي على ثلاث جوائز هي جائزة أفضل سينوغرافيا (10 آلاف دينار) وجائزة أفضل نص (10 آلاف دينار) لعبد الحليم المسعودي وأفضل إخراج (10 آلاف دينار). وتسابق على جوائز هذه الدورة 14عملا مسرحيا أنتجت بين نوفمبر 2024 وأكتوبر 2025. واحتكمت هذه الأعمال المتسابقة إلى لجنة متكونة من الأساتذة محمد المديوني (رئيس لجنة) وصالح الفالح وفائزة مسعودي ورمزي عزيّز وهندة بن عياد ممثلةعن جمعية عبد الوهاب بن عياد الراعي الرسمي للمهرجان. وفي ما يتعلق بالجوائز التشج ع ة المرصودة للفائز ن الأوائل في الورشات التدريبية لهذه الدورة، آلت جائزة أفضل صورة فوتوغرافية للمسرح (1.5 ألف دينار) إلى سامح بن سعيد عن صورته لمسرحية "تمثال حجر" للمخرج كريم عاشور. وفاز بجائزة أفضل فيديو للمسرح (1.5 ألف دينار) حمزة الفلّاح عن تصويره لمسرحية "جاكرندا" للمخرج نزار السعيدي. بينما توّجت أريج المشرقي بجائزة أفضل مقال نقدي للمسرح (1.5 ألف دينار) عن مقالها حول مسرحية "سقوط حر" للمخرج نعمان حمدة. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد المدير العام لمؤسسة المسرح الوطني التونسي ومدير المهرجان الدكتور معز المرابط أن هذه الدورة كانت موسما للفن الرابع عنوانه المؤانسة والإمتاع، حيث تنقّل المسرحيون خلال أسبوعين من توزر إلى تونس العاصمة، مقدمين عروضا متنوعة أضفت على الفضاءات المسرحية حياة جديدة وفتحت الآفاق أمام الجمهور لاكتشاف تجارب فنية وفكرية متجددة. وتوجّه المرابط بالشكر إلى وزيرة الشؤون الثقافية التي آمنت برؤى مواسم الإبداع وبأهدافه ومنحته كل الدعم والتشجيع، مؤكدا أن المهرجان يندرج في صميم الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمسرح التونسي وتعزيز انفتاحه على مختلف الجهات وتشجيع الأجيال الصاعدة على التعلق بالفن الرابع باعتباره حاملا للقيم الإنسانية النبيلة. وأشار إلى أن انطلاقة المهرجان من مدينة توزر، مسقط رأس شاعر تونس الأول أبي القاسم الشابي، كانت خيارا مقصودا لترسيخ مبدأ اللامركزية الثقافية والاقتراب من الجمهور في الجهات الداخلية. وأضاف أن مؤسسة المسرح الوطني سعت هذا العام إلى تعزيز البعد الفكري للمهرجان عبر تنظيم الندوة العلمية "المسرح التونسي وأسئلة الهوية" بالتعاون مع بيت الحكمة، التي مثّلت منبرا فكريا مهما للنقاش حول ملامح المدرسة المسرحية التونسية. كما أعلن عن إطلاق مشاريع وشراكات جديدة من بينها "ملتقى مسرح الجنوب بتوزر" الذي شكّل مشروعا تأسيسيا ناجحا بكل المقاييس، إلى جانب اتفاقيات تعاون مع بيت الحكمة ومركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر والمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، بما يعزز التكامل ويؤسس لرؤية مسرحية وطنية مستدامة. وشهدت الدورة أيضا انطلاق فضاء جديد تحت عنوان "أغورا المواسم"، وُضع ليكون مساحة للحوار والنقاش بين المسرحيين حول قضايا الإنتاج والعلاقة بالجمهور والجماليات المسرحية. كما تم تنظيم معرض للفنان التشكيلي الراحل عادل مقديش بعنوان "مشهديات: المسرحة في أعمال عادل مقديش"، يحتضنه فضاء الفن الرابع من 1 نوفمبر 2025 إلى 31 جانفي 2026، احتفاء بتقاطع الفنون بين المسرح والتشكيل. من جانبها، أكدت هندة بن عياد، ممثلة جمعية عبد الوهاب بن عياد، أن هذه الدورة كانت "موسما نابضا بالحياة جسّد طاقة الفن في بناء الإنسان والمجتمع"، مشيرة إلى أن الجمعية تواصل دعمها للمبادرات الثقافية التي تحمل أثرا إيجابيا على المجتمع، وفاء لرسالة الراحل عبد الوهاب بن عياد في العمل الجاد وحب الوطن. وأضافت أن الجوائز التي تقدّمها الجمعية ضمن مهرجان "مواسم الإبداع" هي "رمزية تعبّر عن ثقة وامتنان للفنانين الذين يجرؤون على الحلم ويصرّون على الإبداع". واعتلت الفنانة الأردنية مكادي النحاس الركح، رفقها عازف البيانو سامي بن سعيد وعازف الناي حسين بن ميلود. فأنشدت للمقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة القتل والاحتلال الصهيونية، فأدت "غنوا فلسطين" و"عمي يا بو الفانوس" و"يما مويل الهوى" والهي أعني عليهم". وكان حفل الاختتام الرسمي للدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع" مسبوقا بعرض مسرحي غنائي تونسي حمل عنوان "عربون 3" من إخراج الفنان الفقيد محمد فاضل الجزيري. ويضمّ العرض الفنانين هيثم الحذيري (إدارة الموسيقى والغناء) وإلياس بلاقي (بيانو) وإشراق مطر (غناء) ورياض صغير (ساكسوفون) والطيب فرحات (باص) ومخلص عوينتي (الإيقاع). وتدور أحداث العمل حول ستة موسيقيين من بينهم مغنية يجتمعون في بروفات للإعداد لعرض مسرحي فني. ويستحضر العرض ذكرى شخصيات بارزة متعددة من الساحة الفنية التونسية ويتناول الواقع اليومي للفنانين. تابعونا على ڤوڤل للأخبار