تستعد ولاية القصرين لموسم فلاحي استثنائي، مع توقعات بإنتاج نحو 1650 طنًا من الفستق خلال موسم 2024-2025، وهو رقم غير مسبوق منذ إدخال هذه الزراعة إلى الجهة. ويعكس هذا الرقم، وفقًا لمصلحة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، التطور الملحوظ في تقنيات الزراعة وتوسعة الأراضي المستغلة. ظروف مواتية ومساحات متنامية وأوضح عمر السعداوي، رئيس مصلحة الإنتاج النباتي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات)، أن هذا التطور اللافت يعود إلى توفر ظروف مناخية ملائمة، ودخول مساحات جديدة طور الإنتاج، فضلاً عن اعتماد تقنيات الري الحديثة. وتغطي زراعة الفستق حاليًا نحو 8200 هكتار، وتضم حوالي 830 ألف شجرة، منها 90% في طور الإنتاج. وتتركز غالبية الإنتاج في معتمدية ماجل بلعباس، التي تؤمن وحدها قرابة نصف الكمية الجهوية، في حين تساهم باقي المعتمديات على غرار سبيطلة، فريانة، القصرين الجنوبية وحاسي الفريد، في دعم الإنتاج. نحو علامة منشأ للفستق القصريني وفي إطار تثمين هذه الزراعة والانفتاح على الأسواق الخارجية، يجري التنسيق مع المجمع المهني المشترك للغلال (GIFruits) لإحداث علامة منشأ مراقبة للفستق المنتج في الجهة. وتهدف هذه المبادرة إلى تنظيم مسالك الترويج، وضمان جودة المنتوج، وإبراز الفستق القصريني كعلامة معترف بها وطنيًا ودوليًا. وفي السياق ذاته، يتضمن مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بالجنوب القصريني غراسة 3500 هكتار إضافية من الفستق، في خطة طموحة تشمل أيضًا غراسة الزيتون واللوز، ما يعزز تنوع المشهد الزراعي في المنطقة. مهرجان للاحتفاء بالقطاع ولا يقتصر تثمين الفستق على الأرقام، إذ سيتم تنظيم "مهرجان الفستق" في ماجل بلعباس من 18 أوت إلى 4 سبتمبر 2025، مع إقامة معارض اقتصادية جهوية ووطنية، لاسيما في تونس العاصمة، بهدف الترويج للمنتوج المحلي. وتسعى هذه التظاهرات إلى تعزيز مسالك التوزيع، وخلق تواصل مباشر بين المنتجين والموزعين والمستهلكين. ومن المنتظر أن تنطلق عملية الجني رسميًا في منتصف شهر أوت، رغم أنه لم يتم بعد تحديد الأسعار. وفي هذا الإطار، دعا عمر السعداوي الفلاحين إلى تنظيم صفوفهم ضمن هياكل مهنية فلاحية، لضمان تسويق عادل ومستدام في ظل إنتاج يُتوقع أن يكون تاريخيًا. منطقة واعدة بإنتاج قياسي وهكذا، فإن الكمية المتوقعة التي تناهز 1650 طنًا، والمبادرات التنظيمية المصاحبة لها، تؤكد أن جهة القصرين مرشحة بقوة لأن تصبح قطبًا استراتيجيًا لإنتاج الفستق في تونس. وبين الابتكار، وإرساء العلامة، والترويج المجالي، تكتسب هذه المنظومة الزراعية اليوم الأدوات اللازمة لتكون رافعة حقيقية للتنمية المحلية المستدامة. تعليقات