أطلقت شركة OpenAI رسميًا ChatGPT-5، نسختها الأكثر تقدمًا حتى الآن، والمتاحة منذ 7 أوت 2025 لجميع المستخدمين، سواء المجانيين أو المشتركين. و تمثل هذه الترقية منعطفًا مهمًا في مجال الوصول إلى الذكاء الاصطناعي وفعاليته. يتميز GPT-5 بوجود نظام مدمج للتفكير المنطقي "Reasoning"، قادر على التعامل تلقائيًا مع الطلبات وفقًا لمدى تعقيدها. هذا النموذج الجديد متعدد المهام يدير النصوص والصور والصوت والفيديو بفضل قدراته متعددة الوسائط، إضافة إلى نافذة سياق يمكن أن تصل إلى مليون "توكن". ارتفاع في الأداء: البرمجة، الصحة، الكتابة – في مجال البرمجة، يضع GPT-5 معايير جديدة: نسبة 74.9% على معيار SWE-bench Verified و88% على Aider polyglot، مع تقليل استهلاك "التوكن" بنسبة 22% وخفض استدعاءات الأدوات بنسبة 45% مقارنةً بنموذج o3. يُعد SWE-bench Verified معيارًا يقيس قدرة الذكاء الاصطناعي على تصحيح الأكواد في مشاريع برمجية حقيقية، مع التحقق التلقائي عبر اختبارات وحدات البرمجية. أما Aider polyglot فيقيّم الكفاءة متعددة اللغات للذكاء الاصطناعي في مشاريع تجمع عدة تقنيات (مثل Python وJavaScript وHTML…)، من خلال اختبار قدرته على إضافة وظائف أو إصلاح أخطاء في بيئة معقدة. – في المهام المعقدة والمتخصصة، يتفوق GPT-5 في قطاع الصحة (+46.2% على HealthBench Hard)، وفي الرياضيات (94.6% على AIME 2025 دون أدوات)، و على المعيار متعدد الوسائط MMMU بنسبة 84.2%. و يُعد MMMU (Massive Multi-discipline Multimodal Understanding) معيارًا صُمم لتقييم قدرات نموذج الذكاء الاصطناعي على الفهم والاستدلال عبر بيانات متعددة الوسائط (نص + صورة) في سياق أكاديمي متعدد التخصصات. – في مجال الكتابة الإبداعية، ينتج الذكاء الاصطناعي نصوصًا أكثر عمقًا وثراءً بالصور البلاغية، متفوقًا على GPT-4o في التعبير والقدرة على الإيحاء. تجربة مستخدم أكثر ثراءً يعتمد النظام على موجه ذكي يختار تلقائيًا أفضل نموذج فرعي (بين السرعة أو التفكير العميق)، ما يلغي حاجة المستخدم للاختيار يدويًا. كما أصبحت الواجهة أكثر قابلية للتخصيص: يمكن اختيار واحدة من أربع "شخصيات" (ساخر، آلي، مستمع، مهووس بالمعلومات)، مع إمكانية تعديل الألوان البارزة في الواجهة. و بذلك : أصبح GPT-5 النموذج الافتراضي على ChatGPT، ليحل محل النماذج السابقة، مع أداء سلس حتى للمبتدئين. كما بات التكامل مع Gmail و Google Calendar متاحًا لمشتركي النسخة الاحترافية، على أن يُعمم لاحقًا على مستويات أخرى. استقبال متباين رغم الإشادة بالتطورات التي حملها، شهد الإطلاق بداية وُصفت ب"الفوضوية" بحسب الرئيس التنفيذي سام ألتمان، حيث عرف الإطلاق التقني والتسويقي بعض التعثرات، ما دفع جزءًا من المستخدمين إلى البقاء على النماذج السابقة رغم تقدم GPT-5. خلاصة يدشن ChatGPT-5 مرحلة جديدة حيث تجتمع القدرة على الفهم السياقي، وتعدد الوسائط، والأداء العالي، وخيارات التخصيص، لتقديم ذكاء اصطناعي أقرب إلى الاستخدام اليومي. و في تونس، كما في بقية أنحاء العالم، تعد هذه القفزة بتوسيع الآفاق في المجالات التعليمية و المهنية و الإبداعية و التقنية. تعليقات