يستعد الشاب بدر خوذي، الذي لُقّب ب"البطل" بعد إنقاذه ثلاثة أطفال من حريق هائل اندلع في حي النور بصفاقس، لمغادرة المستشفى يوم الخميس 14 أوت 2025، بعد أن دفع ثمن شجاعته بإصابات بالغة. وخلال استضافته، الأربعاء، على أمواج إذاعة "ديوان أف أم"، أوضح بدر أنّ حالته الصحية ما تزال هشة، مشيراً إلى أنّ الأطباء أوصوه بفترة راحة طويلة، إضافة إلى جلسات إعادة التأهيل والتدليك العلاجي. وكان بدر قد أصيب على مستوى الصدر والعمود الفقري أثناء عملية الإنقاذ، لكنه أكد أنّه لا يندم على ما قام به قائلاً: "ما قمت به هو واجبي، فالإنسان لا يفكر عندما تكون الأرواح على المحك". مأساة ذات عواقب وخيمة اندلع الحريق الأسبوع الماضي في شقة تقطنها أربعة أطفال. ورغم التدخل السريع للحماية المدنية، فقد أحدهم حياته متأثراً بحروق واختناق، فيما نجا الثلاثة الآخرون بفضل التنسيق بين فرق الإنقاذ والتدخل الحاسم لمواطنين، كان من أبرزهم بدر خوذي الذي لم يتردد في المخاطرة بحياته. وقد تسببت سقوطته خلال عملية الإنقاذ في إصابات خطيرة استوجبت نقله فوراً إلى المستشفى. وقد لاقى شجاعته إشادة واسعة من المواطنين ووسائل الإعلام المحلية، التي اعتبرته مثالاً يحتذى في روح المواطنة ونكران الذات. واليوم، يبدأ بدر خوذي، الذي ما يزال في فترة نقاهة، رحلة طويلة نحو التعافي. لكن اسمه سيبقى محفوراً في ذاكرة أهالي صفاقس كرمز لعمل بطولي يذكّر بأنّه، حتى وسط المآسي، يمكن للإنسانية والتضامن أن يسطعا في أحلك اللحظات. تعليقات