أثارت صورة اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدد من قادة أوروبا في البيت الأبيض موجة واسعة من السخرية والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أظهرت المشهد في هيئة غير مألوفة في الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولات الرسمية. مشهد أقرب إلى قاعة درس تظهر الصورة ترامب جالسا خلف مكتبه في المكتب البيضاوي، فيما جلس القادة الأوروبيون أمامه على كراسٍ خشبية صغيرة. هذا التباين دفع ناشطين إلى تشبيههم بطلاب يجلسون أمام معلمهم بانتظار التعليمات. في المقابل، نشر البيت الأبيض صورتين من اللقاء مرفقتين بتعليق: "يوم تاريخي في البيت الأبيض، حيث انضم قادة أوروبيون إلى الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي.. الرئيس دونالد ترامب هو رئيس السلام." غير أن هذا التوصيف الرسمي اصطدم فورا بموجة من السخرية، إذ رأى مغردون أن الصورة لم تكن مجرد لقطة بروتوكولية عابرة، بل تجسيدا مرئيا لاستمرار الهيمنة الأميركية على النظام الدولي. قادة كتلاميذ أمام "المدير الأميركي" شبه بعض المعلقين القادة الأوروبيين بطلاب يقفون أمام "مدير المدرسة الأميركية"، فيما اعتبر آخرون أن الصورة تحمل رسالة واضحة من ترامب، مفادها أن أوروبا ليست ندا، بل مجرد تابع ينتظر التعليمات. ورأى مدونون أن جلوس القادة مصطفّين أمام ترامب بدا وكأنهم موظفون يقدمون تقاريرهم لمدير شركة، لا رؤساء دول يمثلون قارة بأكملها. لغة الجسد أبلغ من الخطابات لغة الجسد في الصورة أضافت بدورها أبعادا رمزية. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهر مكتوف الذراعين، أورسولا فون دير لاين شبكت يديها بإحكام، فيما بدا فولوديمير زيلينسكي بملابسه السوداء كتلميذ متململ. أما آخرون فانشغلوا بتدوين الملاحظات وكأنهم طلاب قلقون. المشهد برمّته أعطى انطباعا بأن القادة الأوروبيين ليسوا زعماء دول كبرى، بل مجموعة طلاب استدعوا لتبرير أفعالهم أمام "مدير المدرسة". في حين جلس ترامب واثقا خلف مكتبه، ليس كضيف يسعى لمكان على الطاولة، بل كصاحب الطاولة وصاحب الكلمة الفصل. مقارنة المعلقون هذا اللقاء بالاجتماع الأخير الذي جمع ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث ظهر التعامل بينهما قائما على الندية الكاملة. أما مع الأوروبيين، فالصورة اختزلت معادلة واضحة: ترامب يملي... وأوروبا تستمع. تعليقات