أقدم شرطي إسرائيلي على الانتحار بعد أن شارك في مواجهات ضد مقاتلي حركة حماس في مدينة سديروت، خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي جاء في إطار عملية طوفان الأقصى. وبحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية، فقد قاتل الشرطي إلى جانب زملائه لاستعادة مقر الشرطة في سديروت الذي تعرض للاقتحام في ذلك اليوم. مأساة مرتبطة بآثار الحرب النفسية تشير المصادر نفسها إلى أن الشرطي كان يعاني من اضطرابات نفسية حادة منذ فقدانه عدداً من رفاقه في تلك المعركة. ويضاف هذا الانتحار إلى سلسلة حالات مشابهة طالت عناصر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ووفقاً للأرقام المعلنة، فقد انتحر 22 عنصراً أمنياً منذ بداية سنة 2025. وليس هذا الحادث معزولاً، إذ شهدت الأشهر الماضية انتحار عدد من الجنود الذين شاركوا في القتال داخل قطاع غزة. قبل نحو عشرة أيام، انتحر جندي إسرائيلي يبلغ من العمر 28 عاماً في غابة سويسرية شمال فلسطينالمحتلة، بعد عودته من الجبهة، حيث ذكرت الصحافة أنه استعمل قنبلة لوضع حد لحياته. وتظهر إحصائيات غير رسمية نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أن ما لا يقل عن 18 جندياً انتحروا في 2023، و21 آخرين في 2024. صلة مباشرة بالحرب على غزة حتى الجيش الإسرائيلي يعترف بخطورة الظاهرة. فقد أفادت إذاعة كان الرسمية بأن التحقيقات العسكرية تشير إلى أن غالبية حالات الانتحار في صفوف الجيش مرتبطة بشكل مباشر بالحرب على غزة. الظروف القتالية القاسية، طول فترة المهام، والضغط النفسي الناتج عن المواجهات، كلها عوامل تفسر تصاعد هذه المآسي. وتعكس هذه الأرقام عمق الأزمة النفسية التي تعيشها قوات الأمن الإسرائيلية منذ هجوم 7 أكتوبر. ورغم أن سلطات جيش الاحتلال، الذي أجبر جنوده على ارتكاب جرائم إبادة، تكثر من الدعوات لتعزيز الدعم النفسي للجنود والشرطة، فإن موجة الانتحارات تكشف حجم الصدمة التي خلّفتها الحرب المتواصلة. تعليقات