ستقوم شركة مايكروسوفت بحذف 10% من موظفيها في فرنسا، أي حوالي 200 وظيفة من أصل نحو 2000 موظف. وتبرر الشركة هذه الخطوة بضرورة «تحسين فعاليتها التشغيلية» والتماشي مع أولوياتها الاستراتيجية. في فرنسا، اعتمدت الإدارة آلية الإنهاء التوافقي الجماعي (RCC) الموقّع مع النقابات العمالية. وسيُطبّق هذا الإجراء على أساس التطوّع خلال الأشهر المقبلة، مع توفير تدابير مرافقة للموظفين المعنيين. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة عالمية لخفض التكاليف، إذ أعلن العملاق الأمريكي في جويلية عن حذف نحو 9000 وظيفة، وفي ماي عن 6000 أخرى. وهي تتزامن مع تسريع مايكروسوفت لاستثماراتها في الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، وأدوات الإنتاجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وقد رافق هذه الاستراتيجية مؤشّر لافت: ففي نهاية أفريل، قدّر ساتيا ناديلا أنّ ما بين 20% و30% من الشيفرات الداخلية لشركة مايكروسوفت باتت تُكتب الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي. وإذا كانت هذه الأدوات ترفع من الإنتاجية، فإنها تعيد أيضًا تشكيل بعض المهن (التطوير، الاختبار، الدعم، الوظائف العرضية)، مع بروز احتياجات أوضح في مجالات البيانات، هندسة منصات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني وحوكمة تكاليف الخدمات السحابية. ما تأثير ذلك على المهندسين التونسيين العاملين في فرنسا؟ تأثير مباشر محدود لكنه ملموس: يخصّ الإجراء الفرنسي نحو 200 وظيفة في فرع يضم حوالي 2000 موظف. التأثير الفوري على سوق العمل العام يبقى محدودًا، لكنه قد يطال بعض الكفاءات القريبة من منظومة مايكروسوفت (الحوسبة السحابية، M365، الدعم الفني، ما قبل البيع). سوق أكثر انتقائية ومهارات أكثر تخصصًا: تتأكد النزعة نحو «عدد أقل من الوظائف، لكن أكثر تأهيلًا». وسيظل المهندسون التونسيون في فرنسا الذين يتقنون Azure، والذكاء الاصطناعي المدمج في التطوير (Copilot، هندسة الأوامر، الاختبارات المساعدة)، والأمن السيبراني، والبيانات/التعلّم الآلي، وFinOps، في موقع تنافسي قوي. الحركية والمنظومة الاقتصادية: حتى في حال تجميد ظرفي للتوظيف لدى الشركات الكبرى، فإن منظومة الشركاء (شركات الخدمات الرقمية، المدمجون، شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي) تواصل التوظيف في اختصاصات دقيقة: تحديث التطبيقات، M365 Copilot، تأمين البيئات الهجينة، وحوكمة البيانات. نصائح عملية * تحديث ملف المشاريع بإنجازات حقيقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي (جودة، سرعة، كلفة). * الحصول على شهادات (Azure Architect، Security، Data Engineer، AI Engineer). * إبراز المهارات عبر GitHub، تحديات الذكاء الاصطناعي، والمساهمات مفتوحة المصدر. * توسيع شبكة العلاقات مع شركاء مايكروسوفت وشركات التكنولوجيا الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بفرنسا. * الحفاظ على الحركية: التفكير في مهام هجينة بين فرنسا وتونس (Nearshoring) المطلوبة بشدّة لتحقيق التوازن بين الكلفة والسرعة. الخلاصة لا يُتوقّع أن تضع هذه الخطوة موضع شك شامل قابلية توظيف المهندسين، لكنها تشير إلى تحوّل الفرص نحو مجالات الذكاء الاصطناعي، البيانات والأمن السيبراني. وستظل الكفاءات التونسية المقيمة في فرنسا، والمتمركزة على هذه المجالات، قادرة على الصمود بل وربما تعزيز قيمتها في سوق العمل. تعليقات