في قلب تونس العاصمة، وتحديدًا في حي مونبليزير، تبرز منذ عدة أشهر سيارة مهجورة على الرصيف. السيارة التي لم تعد صالحة للاستخدام تثير الانتباه وسط المباني الحديثة، والبنوك، والمقرات التجارية. هذا المنظر الذي يبدو غريبًا وسط بيئة حضرية نظيفة ومرتبة، يعكس مشكلة أكبر بدأت تؤثر على العديد من الأحياء في العاصمة. لكن هذا ليس استثناءً أو حالة منعزلة. في الحقيقة، أصبح انتشار السيارات المهجورة في تونس ظاهرة مقلقة. ففي مناطق استراتيجية أخرى داخل العاصمة، بالإضافة إلى مدن أخرى في البلاد، تزداد أعداد هذه السيارات المتروكة التي لا يتم التخلص منها، مما يعكر صفو المشهد الحضري ويؤثر سلبًا على البيئة العامة. هذه السيارات المهجورة ليست مجرد أشياء قديمة مهملة، بل تمثل خطرًا حقيقيًا على الأمن والنظافة. فهي تشكل ملاذًا للحشرات والقوارض، وقد تصبح مأوى للمشردين. كما أن وجودها في الأماكن العامة يعرض المارة للخطر، خصوصًا في الأماكن المزدحمة مثل حي مونبليزير، حيث تسهم في ازدحام المرور وتزيد من حوادث السير. تعتبر هذه الظاهرة أيضًا مشكلة بيئية، إذ أن السيارات المهجورة عادة ما تتسرب منها مواد ملوثة، مثل الزيوت والوقود، مما يساهم في تلوث التربة والمياه. والأكثر من ذلك، أن وجود هذه السيارات في الأماكن العامة يؤدي إلى تشويه الصورة الحضارية للمدينة ويضعف جاذبيتها للمستثمرين والزوار. إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تضافر الجهود بين السلطات المحلية والمواطنين. ينبغي على السلطات المختصة تكثيف حملات إزالة السيارات المهجورة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تفشي هذه الظاهرة. كما يجب على المواطنين الإبلاغ عن أي سيارة مهجورة ليتم التعامل معها في أسرع وقت ممكن. في النهاية، تبقى الحلول الجذرية والفعالة ضرورية للحد من انتشار هذه الظاهرة وتحقيق بيئة حضرية آمنة ونظيفة لجميع سكان تونس. تعليقات