شهد الفاتيكان هذا الأسبوع حدثًا تاريخيًا غير مسبوق: أكثر من 1.400 مؤمن من مجتمع الميم + وأقاربهم، قدموا من نحو عشرين دولة، شاركوا في حج أُدرج للمرة الأولى في الرزنامة الرسمية ليوبيل الكنيسة الكاثوليكية. اليوبيل هو سنة مقدسة تحتفل بها الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عامًا في روما. وهو زمن للتوبة والمغفرة والمصالحة والتجديد الروحي، حيث يقصد المؤمنون الحجّ ويعبرون الباب المقدس في كاتدرائية القديس بطرس للحصول على غفران كامل للذنوب. ويستقطب هذا التقليد ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم. مشاركة غير مسبوقة نُظم هذا التجمع من قبل الجمعية الإيطالية La Tenda di Gionata في إطار السنة المقدسة التي تُقام كل ربع قرن. وسار الحجاج بعد ظهر السبت على الطريق الرئيس المؤدي إلى كاتدرائية القديس بطرس لعبور «الباب المقدس»، وهو طقس رمزي من طقوس اليوبيل. وفي صباح اليوم نفسه، شارك المئات منهم في قداس ترأسه نائب رئيس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين، وذلك بعد سهرة صلاة تخللتها شهادات شخصية عُقدت عشية الحدث. كنيسة منفتحة رغم التوترات ورغم أنّه لم تُبرمج أي جلسة خاصة مع البابا ليون الرابع عشر، فإنّ هذا الحدث يُعتبر محطة مهمّة في مسار الاعتراف بالتنوّع داخل الكنيسة. وكان البابا الراحل فرنسيس، الذي توفي في أبريل الماضي، قد أطلق العديد من مبادرات الانفتاح، مؤكدًا باستمرار أنّ الكنيسة يجب أن تكون مفتوحة أمام «الجميع، الجميع، الجميع». وفي ديسمبر 2023، سمح بمنح البركة للثنائيات من الجنس نفسه، وهو قرار أثار جدلاً واسعًا ومعارضة شديدة خاصة من أساقفة أفريقيا وبعض الأوساط المحافظة. رسالة سياسية وروحية يرى المنظمون أنّ هذا الحج يشكل «إشارة قوية» موجّهة إلى المؤسسة الكنسية وإلى العالم بأسره، ويجسّد رغبة العديد من المؤمنين من مجتمع الميم + في البقاء داخل الكنيسة، مع المطالبة بالاعتراف والمساواة. ويبقى السؤال الآن: أي توجّه سيتخذه البابا ليون الرابع عشر إزاء هذا الملف الحساس؟ فصمته حتى اللحظة يُبقي الغموض قائمًا بشأن استمرارية خطوات الإدماج التي بدأها سلفه. تعليقات