شهد أحد الموانئ الإيطالية يوم 7 سبتمبر 2025 لحظة استثنائية، حين تأثر الناشط الإيطالي جوليانو لاغوس، المعروف بدعمه لحقوق الإنسان والقضية الفلسطينية، بالأذان الذي رفعه الناشط التركي المقيم في النمسا إيرول بيوك. المشهد كان عاطفيًا بامتياز، إذ انهمرت دموع لاغوس قبل أن يتوضأ على رصيف الميناء ويؤدي أول صلاة في حياته، في بادرة رمزية أراد من خلالها التعبير عن تضامنه الروحي والإنساني مع الشعب الفلسطيني قبيل انطلاق الرحلة البحرية التضامنية نحو غزة. رمزية قوية قبل الإبحار بعد هذه الصلاة، خاطبه إيرول بيوك قائلاً إنه يمكنه اعتناق الإسلام متى شاء، آملاً أن يتم ذلك يومًا ما على أرض غزة. لكن لاغوس اختار أن تكون صلاته الأولى في الميناء، نقطة انطلاق «أسطول الصمود»، تأكيدًا على ارتباطه الرمزي بمعاناة الفلسطينيين وصمودهم. انطلاق «أسطول الصمود» وتعرضه لهجوم مع بزوغ فجر الاثنين 8 سبتمبر، أبحر «أسطول الصمود» من ميناء بنزرت شمال تونس، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة منذ 18 عامًا. وأثناء عبوره المياه التونسية، تعرّضت سفينتان ضمن القافلة لهجوم بقنابل حارقة ألقتها طائرات مسيّرة، بحسب ما أفاد المنظمون. السلطات التونسية أكدت بدورها وقوع «هجوم مدبّر» وأعلنت فتح تحقيق رسمي. شبكة تضامن عابرة للحدود هذه القافلة ليست حدثًا معزولًا، بل تأتي في إطار شبكة دولية واسعة للتضامن مع فلسطين، تضم «أسطول الحرية»، حركة «نحو غزة»، المبادرة الآسيوية «صمود نوسانتارا»، والتحالفات المغاربية. ويؤكد المنظمون أن هذه التحركات تمثل شكلًا من أشكال المقاومة المدنية السلمية، موجهة ضد الحصار، وتهدف إلى إبراز أن القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية أو عسكرية فحسب، بل هي قضية إنسانية وقيمية تتعلق بالعدالة والكرامة. تضامن يتجاوز الحدود قصة جوليانو لاغوس أصبحت رمزًا لهذه التعبئة، حيث جسّد كيف يمكن للأذان أن يتحول إلى لحظة وجدانية عميقة تدفع ناشطًا غربيًا إلى اتخاذ خطوة روحية غير مسبوقة. بالنسبة للمنظمين، مثل هذه اللحظات تعطي للأسطول بعدًا إنسانيًا ورسالة أمل تتجاوز الجغرافيا، لتؤكد أن فلسطين قضية عالمية توحد شعوبًا من خلفيات وثقافات مختلفة. تعليقات