العلاقات المتوترة أصلاً بين دونالد ترامب وصادق خان بلغت مرحلة جديدة هذا الثلاثاء في نيويورك. ففي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجّه الرئيس الأمريكي السابق مجدداً سهام الانتقاد إلى عمدة لندن، واصفاً إياه ب«المروّع»، ومتّهماً إيّاه بالسعي إلى «تطبيق الشريعة» في العاصمة البريطانية. و قال ترامب: «لندن لديها عمدة مروّع، مروّع. المدينة تغيّرت كثيراً. الآن يريد تطبيق الشريعة. لكنك في بلد آخر، لا يمكنك أن تفعل ذلك»، في إشارة مباشرة إلى العمدة العمالي، ابن المهاجرين الباكستانيين. في المقابل، رفض المتحدث باسم العمدة تغذية الجدل، مؤكداً في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنه لا ينوي «تشريف هذه التصريحات المروّعة والطائفية بالرد عليها». و أضاف أن «لندن هي أعظم مدينة في العالم، أكثر أماناً من كبريات المدن الأمريكية، ونحن سعداء باستقبال العدد القياسي من المواطنين الأمريكيين الذين يستقرون هنا». خلاف قديم منذ وصوله إلى رئاسة بلدية لندن عام 2016، يعيش صادق خان علاقة متوترة مع دونالد ترامب. ففي 2019، اتّهمه الرئيس الأمريكي حينها بأنه «يقوم بعمل سيئ للغاية في مواجهة الإرهاب». و ردّ العمدة العمالي آنذاك باتهام ترامب بممارسة «شعبوية اليمين المتطرف»، وسمح برفع البالون الشهير الذي يجسّد ترامب في هيئة رضيع خلال مظاهرة بلندن. و في نوفمبر الماضي، قال صادق خان إن دونالد ترامب هاجمه بسبب «لون بشرته» وديانته الإسلامية، متهماً إياه أيضاً بتبنّي مواقف «تمييزية ضد النساء، ومعادية للمثليين، ومعادية للإسلام وعنصرية». هجمات متكرّرة مرات عدة، كرّر دونالد ترامب هجماته، مؤكداً خلال زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة أنه «ليس من المعجبين» بعمدة لندن، الذي اتهمه ب«أداء سيئ جداً». و أضاف : «إنه شخص شرير»، قبل أن يوقفه رئيس الوزراء البريطاني الحالي، كير ستارمر، بابتسامة محرجة قائلاً : «إنه صديقي». و تعكس هذه السجالات الحادة عداءً مستمراً بين الرجلين، تتداخل فيه الخلافات الأيديولوجية مع المواجهات الإعلامية و الاتهامات الشخصية. تعليقات