تتميز فرنسا في أوروبا بنسبة فقر أدنى من المعدل العام، لكنها تسجل في المقابل نسبة أعلى قليلًا من الأسر ذات الدخل المتواضع، وفق دراسة نشرتها إدارة البحوث والدراسات والتقييم والإحصاء (Drees) يوم 24 سبتمبر. نسب متفاوتة بين فرنسا وأوروبا في سنة 2022، عاش 14 % من الفرنسيين تحت عتبة الفقر، مقابل 17 % كمعدل في الاتحاد الأوروبي. بالمقابل، بلغت نسبة من يُعرفون بذوي الدخل "المتواضع" – أي الذين يتراوح مستوى معيشتهم بين 60 % و75 % من الوسيط – نحو 13 % في فرنسا، مقارنة ب 12 % في الاتحاد الأوروبي. وضع التقرير فرنسا في موقع وسطي: دون لوكسمبورغ، حيث تبلغ نسبة الفقراء 18 %، وفوق فنلندا التي لا تتجاوز فيها النسبة 11 %. كما تكشف الأرقام عن تفاوتات صارخة: إذ لا تتجاوز نسبة الفقر 8,6 % في التشيك، بينما تبلغ مستوى قياسيًا عند 23,4 % في لاتفيا. الفقر يظل أكثر وضوحًا في جنوب وشرق أوروبا، حيث يتجاوز 20 % في كل من إسبانيا وإيطاليا ورومانيا وبلغاريا وإستونيا ولاتفيا. فئات أكثر هشاشة بعض الفئات الاجتماعية أكثر عرضة للفقر من غيرها. الأسر أحادية الوالد في مقدمة المتضررين: ثلثها يعيش تحت عتبة الفقر في الاتحاد الأوروبي، وتصل النسبة إلى 39 % في فرنسا. كما يعاني المهاجرون من خارج الاتحاد الأوروبي من هشاشة أكبر، إذ يعيش 44 % منهم تحت عتبة الفقر في أوروبا، مقابل 42 % في فرنسا. في المقابل، يُعتبر المتقاعدون الفرنسيون أقل تضررًا نسبيًا: 10 % فقط يُصنفون فقراء، مقارنة ب 15 % كمعدل أوروبي. ما يجعل فرنسا ضمن الدول التي تسجل أدنى نسب فقر لدى المتقاعدين. تدهور سريع في 2023 ورغم أن عام 2022 وضع فرنسا في موقع أفضل من جيرانها، تكشف بيانات المعهد الوطني للإحصاء (Insee) عن تدهور سريع في 2023. فقد بلغ معدل الفقر 15,4 %، وهو الأعلى منذ 1996، أي ما يعادل 9,8 ملايين شخص. هذا الارتفاع يُعزى أساسًا إلى تراجع مستوى معيشة الأسر ذات الدخل المتواضع، التي أضعفتها موجة تضخم متواصلة. تعليقات