كانت إسرائيل قد حذرت بأنها «لن تسمح لأي سفينة بدخول منطقة قتال»، وقد نفذت تهديدها عبر استهداف 8 قوارب من الأسطول الدولي «صمود» المتجه نحو غزة. في المقابل، تحاول المقاومة تنظيم صفوفها بما تيسر. و أعلنت إيطاليا، اليوم الأربعاء 24 سبتمبر، أنها أرسلت فرقاطة عسكرية لإنقاذ قوارب النشطاء عند الضرورة، بعد تعرضها لهجمات ليلية بطائرات مسيّرة قبالة السواحل اليونانية. و قال وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، في بيان رسمي : «من أجل ضمان المساعدة للمواطنين الإيطاليين الموجودين على متن الأسطول، فقد سمحت بالتدخل الفوري للفرقاطة فاسان التابعة للبحرية العسكرية، التي كانت تبحر شمال كريت، وهي الآن في طريقها نحو المنطقة». يُذكر أن رئيسة الحكومة، جورجيا ميلوني، كانت قد تعهدت شخصيًا بحماية رعاياها. و أضاف كروسيتو أن منفذي هذه الضربات «غير معروفين في الوقت الحالي»، مشيرًا إلى أن الفرقاطة فاسان تدخلت في إطار العملية الإيطالية لمراقبة البحر Mare Sicuro. و في الوقت نفسه، طالبت الدبلوماسية الإيطالية إسرائيل بضمان سلامة الأسطول، مذكّرة بأنه يبحر «في المياه الدولية». تجدر الإشارة إلى أن نحو ستين إيطاليًا، بينهم أربعة برلمانيين، قد أبحروا باتجاه القطاع الفلسطيني. و يضم القافلة حوالي خمسين قاربًا على متنها عدة مئات من النشطاء من 45 دولة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ والنائبة الأوروبية الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن. و يتجه أسطول الحرية نحو غزة بهدف «كسر الحصار الإسرائيلي»، بعد محاولتين فاشلتين في جوان وجويلية الماضيين. وقال النشطاء المؤيدون لفلسطين إنهم تعرضوا، في ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، لهجمات بطائرات مسيّرة «متعددة»، مع سماع دوي انفجارات، قبالة السواحل اليونانية. و ذكرت «Global Sumud Flotilla» في بيان أن القوارب تعرضت ل«طائرات مسيّرة متعددة، وأجسام مجهولة أُسقطت، وتشويش في الاتصالات، وانفجارات سُمعت من عدة سفن». وهي أحداث تأتي بعد هجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت الأسطول أثناء رسوه قبالة تونس، في 9 سبتمبر 2025. و بحسب الناشطة الحقوقية الألمانية ياسمين أكار، فقد استُهدف خمسة قوارب ورُصدت «ما بين 15 و16 طائرة مسيّرة». وأكد النائب البولندي فرانك ستيرتشيفسكي هذه الرواية على منصة X، مشيرًا إلى وقوع «13 هجومًا» استهدفت 10 سفن في المجموع، ثلاثة منها «تضررت». و قالت أكار في فيديو على إنستغرام: «نحن لا نحمل أسلحة. نحن لا نمثل أي تهديد لأحد»، مؤكدة أن الأسطول لا ينقل «سوى مساعدات إنسانية». من جانبها، صرحت متحدثة باسم خفر السواحل اليوناني أن «غرفة العمليات التابعة لخفر السواحل أُبلغت بالحادث حوالي الساعة 02:30 (23:30 بتوقيت غرينيتش الثلاثاء). وقد توجه زورق تابع لفرونتكس إلى الموقع. كان اليخت بحالة جيدة، ولم يكن هناك أي أضرار. الأشخاص على متنه تحدثوا عن الحادث، لكن لم يكن بالإمكان إثبات وقوعه فعليًا». و أضافت المتحدثة أنها غير قادرة على تحديد ما إذا كان الهجوم المفترض قد وقع في المياه الدولية أم لا. الموقف نفسه عبّرت عنه وكالة Frontex من مقرها في وارسو (بولندا). الخلاصة التي نحتفظ بها أن اليونان وإيطاليا تتحركان بالفعل، لكنهما تفعلان كل ما بوسعهما لتقليل مخاطر التصادم مع الدولة العبرية، الغاضبة والمضغوطة، خصوصًا منذ أن أصبح موضوع الدولة الفلسطينية مطروحًا بقوة على أجندة المجتمع الدولي. تعليقات