أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على معاقبة نظيره الكولومبي غوستافو بيترو بإلغاء تأشيرته، وذلك عقب تصريحات نارية دعا من خلالها إلى تشكيل قوة دولية لتحرير غزة، في تحد مباشر للنفوذ الأمريكي. و قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن "الولاياتالمتحدة ستلغي تأشيرة دخول الرئيس الكولومبي بسبب أفعاله المتهورة و التحريضية حيث حث جنودا أمريكيين على عصيان الأوامر خلال وقفة احتجاجية في نيويورك"، وفقا لرويترز. و علّق بيترو على القرار بالقول إنه "يحمل الجنسية الإيطالية أيضا و بالتالي، لا يحتاج إلى تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة". و في وقت سابق نشر الزعيم الكولومبي عبر منصات التواصل الاجتماعي تسجيلا مصوّرا و هو يخاطب حشدا كبيرا باللغة الإسبانية عبر مكبر صوت، متوشحا الكوفية، في حين نقل مترجمه تصريحاته التي دعت "بلدان العالم لتقديم جنود من أجل جيش أكبر من الأميركي". و بكلمات حماسية، خاطب جموع المحتجين قائلا : "من هنا في نيويورك، أطلب من جميع جنود جيش الولاياتالمتحدة عدم توجيه بنادقهم نحو الإنسانية.. ارفضوا أوامر الرئيس الأميركي دونالد ترامب.. أطيعوا أمر الإنسانية". و قدم بيترو إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث ندد في خطابه الثلاثاء الماضي بإدارة ترامب و دعا إلى تحقيق جنائي في الضربات الأميركية الأخيرة على قوارب يشتبه بأنها تنقل المخدرات في الكاريبي، كما اتهمه بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بغزة. و في كلمته ، قال بيترو إنّه دعا إلى "إجراءات جنائية" بشأن هجمات صاروخية أميركية على قوارب يشتبه في أنها تستخدم لتهريب المخدرات في مياه البحر الكاريبي ، لافتا إلى أن "شبّانا فقراء" عُزّلًا لقوا مصرعهم في إطار العملية. و بخصوص الشأن الفلسطيني كتب بيترو عبر منصة إكس : "حرروا فلسطين ، إذا سقطت غزة ، ستموت الإنسانية" ، معلنا في ذات الوقت أنه سيفتح قائمة بالمتطوعين الراغبين في القتال هناك واستعداده للمشاركة شخصياً. و يوم الأربعاء الماضي، دعا إلى توحيد جيوش الدول من أجل تحقيق الهدف، مؤكدا في كلمة خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "الإنسانية لم تعد تستطع تحمّل يومٍ واحدٍ إضافي من الإبادة الجماعية في غزة". و قال: "نحن بحاجة إلى جيش قوي من الدول التي لا تقبل الإبادة الجماعية. و لذلك، أدعو دول العالم و شعوبها، قبل كل شيء، كجزء لا يتجزأ من الإنسانية، إلى توحيد السلاح و الجيوش يجب أن نحرر فلسطين. أدعو جيوش آسيا و الشعب السلافي العظيم الذي هزم هتلر ببطولة عظيمة، و جيوش بوليفار في أمريكا اللاتينية". و أضاف : "واشنطن و حلف شمال الأطلسي يقتلان الديمقراطية و يساعدان في إحياء الاستبداد و الشمولية على نطاق عالمي. يجب أن نرفع راية الحرية أو الموت السوداء و الحمراء التي رفعها بوليفار، دون أن ننسى الراية البيضاء، التي رفعها مع الأحمر و الأسود، وهي لون السلام و الأمل في الحياة على الأرض و في قلب البشرية". و يُعَدّ بيترو من أبرز المحتجين على حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على غزة و قد اتخذ سابقاً قراراً بوقف تصدير الفحم إلى الكيان احتجاجا على سياساته، كما سحب سفير كولومبيا لدى تل أبيب موجها انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو. تعليقات